تعيش منطقة غابات القوارص بمعتمديتي بني خلاد ومنزل بوزلفة مشكلة التزود بمياه الري خاصة خلال شهري الذروة جويلية وأوت وتواصلت تشكيات الفلاحين من ضعف منسوب الماء وانقطاعه لأيام وباتت غابات القوارص مهددة بالعطش. وقد تواصل الجدل والاجتماعات والشكاوي وشهدت بعض الاجتماعات توترا شديدا على غرار الجلسة التي احتضنتها قاعة الاجتماعات بمنزل بوزلفة والتي انقلبت الى عنف لفظي استهدف بعض المسؤولين بادارة الفلاحة ببني خلاد ومجمع التنمية بها وقد وجهت لهم تهمة الاستحواذ على كميات اكبر من مياه الشمال وهي تهمة لا اساس لها من الصحة حسب تأكيد مصدر من ادارة الفلاحة ببني خلاد الذي اكد ان المشكل مطروح في كل المناطق. والاشكال يعود الى تطور الطلب على الماء بعد التوسع في المساحات والطلب فاق العرض بالنسبة لشبكة اقيمت اساسا لمياه الري لكنها أصبحت تستغل من الفلاحة والصوناد. وبعد الازمة التي وقعت اخيرا على مستوى تزويد عديد المناطق بمياه الشرب اصبحت الاولوية الاولى للصوناد وارتفعت كميات المياه التي تضخ لجهة الساحل والوطن القبلي وهو اثر على منسوب الماء في القنال وأدى الى انخفاض مستواه وانعكس ذلك سلبا على تدفق الماء في قنوات الري وخلق مشاكل على امتداد هذا الصيف مما جعل الفلاحين يطلقون صيحة فزع ويعبرون عن تشاؤمهم بالنسبة للمستقبل الذي اصبح قاتما في عيونهم بما ان غابات القوارص باتت مهددة بالعطش واصبح البحث عن حلول بديلة هو الشغل الشاغل للمسؤولين والفلاحين على حد السواء .
فهناك من المزارعين من عاد لاستغلال الابار رغم درجة ملوحة عالية تتراوح بين 3و4غ وتصل في بعض المناطق الى 6 غرامات وعلى مدى المستقبل المتوسط هناك مقترح عاجل وهو اقامة خزان بالقلعة يتسع لما يزيد عن 30 مليون م3 فيتم تخزين المياه به في فصل الشتاء ليكون بمثابة المخزون التعديلي في الصيف وهو ذات المشروع الذي اقترح انجازه بمعتمدية بني خلاد على مستوى وادي سيدي التومي الذي سيقام عليه خزان كبير يشبه السد وسيتم تخزين 8 ملايين م3 داخله ليتم ضخها في الصيف لتعزيز الكميات المدفوعة الى غابات القوارص. هذا مشروع يتطلب 20 مليارا وعلى المدى المتوسط والبعيد لابد من دراسة معمقة لمشاكل مياه الشمال من الجانب التقني والفني ولابد من تصور اجراءات عملية وعاجلة لتأهيل الشبكة التي تقادمت مع تطوير عمل مجامع التنمية والارتقاء بعمل الصيانة لتجهيزات الشبكة الى المستوى المطلوب.