عرفت منزل بوزلفة بزراعة القوارص منذ فترة ما قبل الاستقلال وهي زراعة أعطت لتونس اسما تجاريا تمتاز به في الأسواق العالمية، وتغطي القوارص بأنواعها مساحة تقدر ب 3900 هكتار، غير أن هذا القطب أصبح اليوم مهدّدا بسبب الشيخوخة. ويساهم انتاج المنطقة ب 27. 6 % من انتاج ولاية نابل ويفوق الانتاج 60 ألف طن هذا ويتجاوز عدد أصول البرتقال المليون منها 51% من نوع المالطي المخصص بدرجة هامة للتصدير. ورغم الاهتمام بهذا القطاع تطفو عديد الصعوبات التي تهدد الفلاحين وتؤثر على الانتاج والمردودية منها ما هو هيكلي ومنها ما هو ظرفي. ومن هذه المشاكل شيخوخة الغابة وفي هذا المجال تمسح الغراسات التي يفوق عمرها 40 سنة 44 %، اضافة الى تشتت الملكية وصغر حجم المساحة المستغلة اذ يبلغ معدلها 1.48 هك للفلاح الواحد، ويمثل عدد الفلاحين المالكين لأقل من 2 هك 78.6% من العدد الجملي للمستغلين. وتفتقر عديد المسالك الفلاحية الى التهذيب والصيانة فقد أصبح معظمها غير صالح للاستعمال في أجزاء كبيرة منه وتتعدد بها الحفر والنتوءات ومن بين المسالك الرديئة مسلك بني خلاد العيثة والمسالك الرابطة بين السدرة والرويحين والعيثة وهي تحتاج الى تدخل عاجل لما تلعبه من دور في حركة السلع وترويج المنتوج. ومن ناحية أخرى فان شبكة توزيع المياه في حاجة الى التطوير خصوصا مع ارتفاع ملوحة المياه الجوفية في بعض المناطق. ويشتكي عديد الفلاحين خاصة خلال فصل الصيف من عدم الانتظام في توزيع مياه الري بالاضافة الى أن توزيع حصة المياه لا يأخذ بعين الاعتيار التجهيز بشبكة الري قطرة قطرة التي تتطلب وقتا أكثر من الري التقليدي. ومن جهة أخرى فان ارتفاع نفقات مداواة الأعشاب الطفيلية والحشرات الفصلية بالاضافة الى الأسمدة الكيميائية أصبحت تثقل كاهل عديد الفلاحين خاصة أصحاب الضيعات الصغيرة. ان الحديث عن التحديات التي تعترض الفلاحين والصعوبات هو شأن يتم تناوله يوميّا بالنقاش في المقاهي والأماكن العمومية، كما تمثل اللقاءات التي تنظمها الهياكل المختصة فرصة لتدارس الوضع الفلاحي بالجهة على غرار الاجتماع العام الذي أشرف عليه الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري أخيرا. وقد تحدث البعض ممن يهتم بقطاع القوارص عن اقتراحات يرونها حلولا من بين آليات أخرى كفيلة بتأهيل القطاع وأكدوا في هذا الصدد على ضرورة الزيادة في منحة التقليع لحث الفلاحين على المضي في عملية التشبيب لمواجهة شيخوخة الغابة وادراج مشروع للتغذية الصناعية للمائدة في المناطق التي تشكو ارتفاعا في نسبة الملوحة مع تهيئة الشبكة المائية بطريقة تجعلها ملائمة لتقنيات الاقتصاد في الماء. بالاضافة الى التدخل العاجل لتهذيب المسالك الفلاحية واقرار حوافز جديدة لادماج تربية الماشية بغابة القوارص لتوفير السماد الطبيعي وتشجيع المقاومة الزراعية لذبابة الفواكه. وفيما يتعلق بتسويق المنتوج يتطلع الجميع الى فتح أسواق خارجية جديدة تضمن رواج المالطي خاصة وأنواع أخرى قابلة للتصدير لحل مشكلة التضخم في الانتاج التي قد تحدث وتؤثر على الأسعار.