تتحول مدينة نابل في فترة الربيع إلى خلية لإنتاج العطريات وما يعرف بتقطير الزهر، في تقليد سنوي يجمع مئات العائلات ويدر عليهم أرباحا وفيرة. حيث تزدان أشجار النارنج بأزهار بيضاء اللون فواحة الرائحة، معلنة عن انطلاق موسم تقطير الزهر، وهي عملية تحويل الزهر عبر تبخيره إلى ماء.
ويعد هذا الموسم من أعرق العادات التي تسعى عائلات مدينة نابل الساحلية للمحافظة عليها من خلال إعداد المؤونة من ماء الزهر الذي يستعمل في صنع الحلويات والعطور وللتداوي من ضربة الشمس والآلام المعوية أو لأقنعة البشرة والتجميل.
كما يعد الموسم مصدر دخل لقرابة 3000 أسرة تنطلق في مفتتح كل ربيع في جمع المحصول من البساتين أو من الأشجار التي غرست بحدائق المنازل أو تلك المترامية على طول الطرق. ويوفر هذا النشاط لعديد من العائلات محدودة الدخل مجالا لممارسة نشاط اقتصادي عائلي تقليدي يتمثل في تقطير الزهر بمقابل وبيعه لزوار المدينة الذين يفدون من مختلف جهات البلاد لشراء ما يحتاجونه من ماء الزهر.