في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك من السنة 9 للهجرة عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، التي تخلف عن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبي دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه.
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ التحرك بالجيش الاسلامي نحو تبوك يوم الخميس قبل منتصف شهر رجب سنة 9ه حيث وصل الى تبوك في شعبان سنة 9ه وأقام فيها مدة عشرين يومًا ولم يلاق حشود الروم الذين جبنوا عن التقدم للقاء الجيش الاسلامي. فظل الرسول صلى الله عليه وسلم مدة اقامته يعقد معاهدات مع أمراء المناطق وقبائلها، وأرسل سرية بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه الى دومة الجندل فأسرت أكيدر ملك دومة الجندل وقدم به الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعاهده. وحققت الغزوة أهدافها سواء من تحدي الروم واظهار جبنهم واثارة الرعب في القبائل النصرانية التي تساعد الروم، ثم وهو الأهم اعلان ظهور دولة الاسلام كدولة قوية تستطيع تحدي الروم ومهاجمة أراضيهم. عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش الاسلامي قافلا نحو المدينة حيث وصلها في شهر رمضان سنة 9ه.
وفي مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك من سنة 12 للهجرة كتب أبو عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه أحد قادة جيوش المسلمين بالشام الى الخليفة أبي بكر الصدّيق {رضي الله عنه} يقول: { بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فالحمدُ لله الذي أعزنا بالاسلام وأكرمنا بالايمان. وهدانا لما اختلف المختلفون فيه باذنه، يهدي من بشاء الى صراط مستقيم، وان عيوني من أنباط الشام أخبروني أن أوائل أمداد ملك الروم قد وقعوا عليه، وأن أهل الشام بعثوا رسلهم اليه يستمدونه، وأنه كتب اليهم أن أهل مدينة من مدائنكم أكثر ممن قدم عليكم من العرب، فانهضوا اليهم فقاتلوهم فان مددي يأتيكم من ورائكم، فهذا ما بلغني عنهم وأنفس المسلمين ليّنة بقتالهم، وأخبرونا أنهم قد تهيأوا لقتالنا، فانزل الله على المؤمنينن نصره وعلى المشركين رجزه انه بما يعملون عليم، والسلام}.