غير راض عن أداء وزير الثقافة ولم يقنعه أداء الحكومة لكنه متفائل بعمله الجديد «الزمقري» هو الفنان لمين النهدي ل«الشروق» يتحدث عن المسرح والتلفزة والسياسة. المعروف أنّ لمين النهدي من أول المهتمين بالبرمجة التلفزية في شهر رمضان كيف تقيّم الأعمال التونسية لهذا الموسم؟
أولا أريد التأكيد على أن نقد الأعمال الدرامية هو من اختصاص أشخاص مختصين لهم تاريخهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم الفني، ليس من حق أي أحد لا تجتمع فيه هذه الصفات نقد أو تقييم الأعمال الرمضانية التونسية. وشخصيا لديّ تاريخي السينمائي والمسرحي والتلفزي... وإن أردنا أن نقيّم الأعمال الرمضانية نسأل أهل الاختصاص وهم على سبيل المثال، علي منصور والطاهر الفازع وعلي اللواتي وصلاح الدين الصيد، وغيرهم من الأسماء التي لديها تاريخها الفني. وحسب تقييمي الشخصي الأعمال الرمضانية التونسية في تراجع كنا ننتظر أعمالا جادة هذه السنة لكن للأسف غرقنا في الرداءة وخاصة على مستوى الأعمال الفكاهية.
حتى سلسلة «بنت ولد» تعتبرها رديئة؟
لا هذه السلسلة ناجحة وبنسبة مائوية كبيرة، هناك فضائيات حققت قفزة نوعية لكن الوطنية 1 و2 سقطتا في الرداءة وبامتياز رغم الأموال المتوفرة لديهما، وللأسف هناك بعض الممثلين المحترفين رموا بأنفسهم وسط الهواة على غرار سوسن معالج ووجيهة الجندوبي.
هذا الموقف من التلفزة الوطنية يخفي وراءه رفض اللجنة لعملك «لنسبكتور خليفة»؟
طبعا لا وهذا ليس رأيي لوحدي وأنا أطالب بفتح تحقيق حول اللجنة التي اختارت هذه المشاريع التي «سخطونا» بها من حيث لا ندري. في الماضي كانت أعمالنا لا نشاهدها إلا نحن واليوم أصبحت فضائيات مفتوحة على العالم ليشاهد العالم فضائحنا ومهازلنا. لقد تحدثت وشددت على تجديد الأفكار وتطويرها وعندما قدمت «الأنسبكتور خليفة» قالوا أعمال لمين ليست في المستوى أقول لهم «أكيد أعمالي ليست في مستوى ما قدمتموه».
لمن تحمّل مسؤولية رداءة هذه الأعمال كما ذكرت؟
الذنب لا يتحمله الممثلون وإنما المشكل الأساسي في الإخراج آن الأوان لإعطاء الفرصة للشباب كفانا وجوها أكل عليها الدهر وشرب.
مثل من؟
عبد القادر الجربي كلاسيكي في أفكاره والحاج سليمان موجود في اللجنة منذ الأبيض والأسود ألم يئن الأوان ليتركا مناصبهما للشباب؟ وسيأتي الأوان لأفضح من تورطوا وتدخلوا في البرامج التلفزية دون موجب حق وسوف أكشف ما يصنعون في الخفاء.
تحدثت عن إعطاء الفرصة للشباب وأنت مازلت تبحث عن فرصة لنفسك هل تظن نفسك من جيل الشباب؟
مازلت شبابا وأعطيت فرصة للشباب جيلا بعد جيل على غرار الفاضل الجعايبي والمنصف السويسي والفاضل الجزيري والحبيب شبيل... جيل بأكمله تخرّج من مدرسة لمين النهدي.
بعيدا عن التلفزة ماجديدك في المسرح؟
مسرحية «الزمقري» اخراج لمين النهدي نص محمد علي ولمين تمثيل محمد علي وتنطلق العروض في أواخر سبتمبر؟ لدي أيضا مسرحية جديدة من نوع ألوان مان شو تمثيل لمين النهدي.
لمين النهدي لا ينكر أنه نجح في المسرح أكثر من التلفزيون؟
هذا ليس صحيحا نجحت في المسرح والتلفزة معا من لا يعرف «أولاد الحلال» و«الإشاعة» وفي السينما «فردة ولقات أختها».
كيف يبدو لك المشهد الثقافي اليوم؟
مازال مكبلا وأحذز كل من يتعرض للمبدعين أتركوهم يشتغلون فالمبدع والمثقف الإعلامي هم واجهة البلاد «أعتقوهم».
هل أنت راض على أداء وزير الثقافة؟
شعاره «الفم مايقول لا والقضية ما تتقضي» وكأنه يريد اتمام فترته ويرحل بسلام لم يضف شيئا بل زاد في الطين بلة.
هل أنت راض على أداء الحكومة؟
لا...لأنها غضت النطر على الثقافة وأنا أقول للحكومة الحالية والحكومة القادمة لن تسعفكم إلا الثقافة ورجالاتها...البلاد لن تتقدم إلا بالأدب والسينما والمسرح..
وهل ترى أن الثورة تسير في مسارها الصحيح؟
لعلّكم صدقتم أنها ثورة ياسمين وكرامة...عن أية كرامة تتحدثون والشعب جائع والماء مقطوع... أعطني حقي وعرق جبيني ثم حدثني عن الكرامة...الكل ركب على الثورة نحن في مرحلة صراع على جرد برنوص مالكو الصوف» 50 سنة من النهب لم يتركوا فيها قطرة حليب، المشهد تحول الى حرب كراسي...شخص يتقاضى 6 ملايين وآخر مقطوع عنه الماء والكهرباء... شخص يطالب بامتيازات وتعويضات والآخر لم يجد ما يضع في قفته.
شاركت في الانتخابات الفارطة؟
لا...لم يكن لدي ثقة في أحد وكنت على حق هل يعقل ماوصلنا اليه اليوم حتى الكوليرا تفشت في البلاد... أنا أتساءل عن أي دور لهذه الحكومة ؟
وأي دور للمين النهدي كفنان وكمثقف؟
لم أصمت أبدا وتكلمت منذ عهد بورقيبة وسجنت سنة 1982 ووجهوا لي اتهامات القذف والتحريض على الثورة وعلى العنف ولولا الاعلام وأشقائنا الجزائريين لكنت بقيت في السجن - لسنوات وفي تلك الفترة أسس اتحاد المسرحيين أنا مطالب بفضح الأنظمة الفاسد ولم أتردد في ذلك سواء في عهد بورقيبة أو بن علي أو في العهد الحالي.
نعود الى المسرح ماذا عن النجاح الجماهيري الذي حصدته مسرحية «بعد الشدة ايجي الفرج»؟
وصلنا الى حد الآن 35 عرضا نجاج جماهيري لا مثيل له عرصنا في عدة مناطق في كامل الجمهورية وفي كل مرة يحضر الجمهور بكثافة.
وما الجديد في مسرحية المكي وزكيّة؟
حاليا نحن بصدد «البروفا» 12 ساعة يوميا وإن شاء الله الفريق يشتغل بنفس الجدية التي يشتغل بها لمين النهدي حتى يوم الأحد أعمل «العرق ايجيب» وعطائي أكثر من أجل جمهوري فأنا أعول دائما عليه وإن وصل جمهوري في يوم ما أقل من 500 متفرج لن أصعد على الركح مجددا.
لو تطمئن جمهورك على صحتك؟
الحمد لله والأطباء أخبروني أني في صحة جيدة وأفضل من قبل.