انطلاقته كانت من خلال مشاركته في مسلسل «ولد الناس» منذ أكثر من 17 سنة، شارك بعدها في بعض الأعمال الدرامية التلفزية آخرها كان في مسلسل «نجوم الليل» في جزئه الثالث فضلا عن تسجيل حضوره في عديد الأعمال السينمائية المحلية والعالمية. تخصص في السنوات الأخيرة في الإخراج السينمائي من خلال فيلمين قصيرين الأول حمل عنوان «المشروع» توج بالجائزة الأولى ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي بمدينة روتردام الهولندية والثاني يحمل عنوان «حدث ذات فجر» وتحصل هذا العمل على تنويه من لجنة التحكيم في نفس المهرجان. إنه الممثل والمخرج محمد علي النهدي الذي يعود إلى خشبة المسرح وأمام الستار بعد 11 سنة من الغياب في تعامل غنائي مع والده الكوميدي لمين النهدي. للحديث عن جديده المسرحي كان ل«التونسية» الحوار التالي مع مخرج «في هاك السردوك نريشو». عرفت مسرحيتك الجديدة سلسلة من التأجيلات، فمتى سيكون موعد عرضها الأول ؟ - سلسلة التأجيلات كانت نتيجة لعدة أسباب منها العائلية ومنها المهنية وسيكون العرض الأول للعمل المسرحي الجديد يوم 18 ماي القادم في المسرح البلدي بالعاصمة. أسابيع فقط قبل العرض الأول قمت بتغيير عنوان المسرحية من «شد مشومك» إلى «الزمقري» فما هي دواعي هذا التغيير؟ - العنوان الجديد يتماشى أكثر مع مضمون المسرحية إذ تتناول الأحداث قصة شاب تونسي من الجيل الثاني مقيم بفرنسا عانى في السابق من دكتاتورية النظام البائد وتم تعذيبه بمقر وزارة الداخلية وبعد اندلاع الثورة عاد من جديد إلى تونس بعد أن «قاطعها» لمدة 8 سنوات فاستغرب لانقلاب الأوضاع على جميع المستويات. المسرحية ستكون نقدا اجتماعيا وسياسيا من وجهة نظر تونسي ولد في فرنسا ويشبه الشوارع الرئيسية لبلدنا ب«السوق الكبيرة». نجحت في تقليد «لكنة» المهاجرين التونسيين من خلال فيلم «حدث ذات فجر» فهل كان هذا النجاح أحد أسباب ترشيحك لبطولة «الوان مان شو» الجديد؟ - ولادة الشخصية كانت إثر عرض مسرحية «في هاك السردوك نريشو» في باريس فبعد العرض تحدثت مع مجموعة من التونسيين المقيمين هناك وبعد انصرافهم قمت بتقليدهم أمام والدي فشجعني على خلق شخصية مسرحية أستطيع من خلالها استغلال هذه «الموهبة» وسبق ولعبت الدور في فيلم «حدث ذات فجر» ونجحت التجربة وقلت «علاش لا؟» في الحقيقة أردت تجسيد الشخصية في شريط سينمائي طويل لكن الإمكانيات المادية حالت دون ذلك فقررت تقديمها مسرحيا ليس لاعتبارات مادية فقط وإنما لرغبتي الشديدة في اعتلاء خشبة المسرح لكن كممثل وليس كمخرج في هذه المرة. ما تبريرك لتغيير مخرج المسرحية الأول عادل الولهازي واستبداله بلمين النهدي ؟ - التزامات مهنية كانت وراء انسحاب المخرج عادل الولهازي من هذا العمل ولا توجد أية أسباب أخرى. لكن بعد إسناد مهمة الإخراج للمين النهدي قمنا بتعديلات أيضا في النص وحافظنا على الشخصية الرئيسية. والدي أراد أن تكون للعمل أبعاد أعمق تحمل الكثير من الرسائل النقدية لكن بطريقة شاعرية لا تنزل إلى الضحك المبتذل. فالمسرحية تحمل شعار «كثر الهم يضحك». أتقصد ابتعاد عن المسرح التجاري ؟ - هذا بالتحديد ما أراد لمين النهدي تفاديه فالعمل سيكون مختلفا عن بقية «الوان مان شو» المسرحية. هل ينطبق على تعاملك الثنائي مع والدك المثل القائل «الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه»؟ - شخصيا أؤمن بهذا المثل الشعبي، فعائلة النهدي لها طاقات فنية في التمثيل والغناء وغيرها فما المانع من أن نتعاون في ما بيننا ونقوم بتشريك بعضنا في الأعمال التي نقدمها؟ وهذا ما قمت به في فيلمي إذ شركت كل من والدتي وأخي في هذا الشريط. بطل العمل سيكون تونسيا فرنسيا ألا تعتقد أن الجمهور سيكون نخبويا بما أن الحوار سيكون مزيجا من اللغتين الفرنسية والعربية ؟ - صحيح أن الحوار سيتضمن بعض الكلمات الفرنسية لكن لن تكون كلمات صعبة بل يستطيع فهمها عامة العشب. وقد تفاديت استخدام اللغة الفرنسية الأدبية. في اعتقادي المسرحية لن تتوجه إلى نخبة معينة فحتى في الأحداث سنبرز الصراع بين الطبقات أي المواطن البسيط «المستور» و«اللي لاباس عليه» وهذا ما سيتجلى في وصف البطل لاعتصام «القصبة» واعتصام «القبة». هل ستشارك في أحد الأعمال الدرامية الرمضانية ؟ - بكل صراحة هناك نوع من الإقصاء المجاني والتعمد لعائلتي الموسعة من المشاركة في الدراما التلفزية. فحتى العروض التي وصلتني وجدت أنها لن تقدم لي أية إضافة ولهذا رفضت المشاركة فيها. «بالكاشف» هناك من يحسدنا بسبب نجاحاتنا الفنية ويحاولون تعطيلنا لكننا لن نستسلم وسنجيبهم بالعمل وحده. أين وصلت تحضيرات الشريط التلفزي ؟ - أعتقد أن تصوير الشريط سيتأخر قليلا ولن يكون حاضرا خلال شهر رمضان القادم. فاهتمامنا اليوم منصب على تقديم عروض المسرحية الجديدة إذ من المنتظر أن نقدم عروضا بباريس مباشرة بعد العرض الأول في تونس. تعرف الساحة المسرحية حاليا تأسيس العديد من النقابات فما موقفك من هذه «الظاهرة» الجديدة ؟ - كما في المجال السياسي، المسرح أيضا يخطو خطواته الأولى نحو «التنظيم». في بعض الأحيان النقابات قد تزيد في «تعطيل» المسرحي. قطاع الفن أصبح «حمص وزبيب» ولم نعد نفهم شيئا وكل ما أتمناه أن تصبح للفنان بصفة عامة حقوق قانونية تحميه في ظل هذه «اللخبطة».