مدينة قصر هلال هي من أكبر مدن ولاية المنستير وهي معروفة بنشاطها التجاري وبحركتها الدؤوبة والواضح أنه في خضم الأحداث التي شهدتها البلاد بعد الثورة عرف العمل البلدي فيها تراجعا ملحوظا على جميع الأصعدة. السيد عز العرب الديماسي رئيس المجلس البلدي واثر انسحاب اغلب الاعضاء وجد نفسه محاطا ببضعة انفار فقط وقد عمل معهم طوال المدة المنقضية على قضاء شؤون المواطنين وعدم تعطيل مصالحهم إلا ان ذلك لم يشفع له لدى هؤلاء الذين كثرت انتقاداتهم للعمل المقدم مما جعله يلوح في اكثر من مناسبة بتقديم استقالته الى المسؤولين الجهويين طالما انه يحس بكونه غير مرغوب فيه من قبل بعض الاطراف.
والحقيقة ان المدينة تعيش هذه الايام في فوضى عارمة مست جميع الميادين بلا استثناء فالبناء الفوضوي انتشر في كل مكان ومس جميع الاحياء وقد طال حتى وسط المدينة التي شهدت بعض ارصفتها استغلالا مفرطا من قبل بعض التجار كذلك الانتصاب الفوضوي عم كامل الارجاء ولم يعد حكرا على بعض المنتصبين. وقد ادى ذلك الى اختناق مروري حاد وغير طبيعي بالمرة جعل عبور الشوارع الرئيسية عبارة عن مجازفة غير محسوبة العواقب وطالت الانتقادات مجال النظافة رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها المسؤولة على هذا الجانب وتراجعت العائدات المالية المتأتية من كراء الاسواق تراجعا مهولا نتيجة تعنت بعض الباعة ورفضهم لدفع معاليم الانتصاب وخرجت سيارات الاجرة من المحطة واحتلت وسط المدينة وانتشر باعة الاكلات الخفيفة في كل مكان دون ان تتم مراقبتهم من قبل المصالح المختصة
وقفت البلدية عاجزة عن التدخل في ظل الظروف التي لا تخفى على احد كما ان رئيس البلدية ومن تبقى معه من اعضاء غير قادرين على التصرف بمفردهم او اتخاذ اجراءات لا تجد من ينفذها , ومن المفروض ان الاحزاب التي تحررت من دكتاتورية النظام السابق وعاد اليها نشاطها ستهب لنجدة المدينة وانتشالها مما وقعت فيه من تجاوزات بعض المستغلين للوضع الظرفي الذي تعيشه البلاد وكان من المنتظر ان يتم تحديد قائمة لنيابة خصوصية تمثل جميع الحساسيات الحزبية وتتسلم مقاليد العمل وتسهر على تنفيذ ما تعطل من مشاريع وكان من واجب الاحزاب ومكونات المجتمع المدني في ظل عجزها عن التوافق على دعم رئيس البلدية ببعض الاسماء الجديدة ومساعدته على العمل والوقوف الى جانبه لحل الاشكاليات المطروحة الى حين تحديد موعد للانتخابات البلدية لكن شيئا من ذلك لم يحدث اذ تواصل المد والجزر بين المسؤولين الحاليين وبين المواطنين الذين تباينت مواقفهم وتواصل مع ذلك نوم الاحزاب في العسل ولو اننا علمنا من بعض المصادر ان هناك تحركات لبعض الاطراف الحزبية التي قد تكون اتخذت قرارا بضرورة التحرك الايجابي وإيجاد حلول جذرية تساعد المدينة على الخروج من عنق الزجاجة والتخلص من المأزق الذي وجدت نفسها فيه