حزن كثير من الشعراء على فراق رمضان ورحيله فتحسّروا على ذهابه، وأخذوا ينتظرون قدومه من جديد ليحتفلوا به احتفالا يليق بشأنه، إذ فيه أنزل القرآن، وتغفر الذنوب، ويتبتّل النّاس، ويبتعدون عن إرضاء الشهوات واتّباع الهوى، وترقى النفوس الى أفق سماوي عال من الوجد الإلهي، يتلقّون فيه الفيض الربّاني بتلاوة القرآن، وقراءة الأحاديث النبوّة الشريفة العطرة. شهر الصيام به قد أسرع السّفر كادت لفرقته الأكباد تنفطر فطالما أشرقت أنوار طلعته وعمّنا بنوال ليس ينحصر كل المساجد أضحت فيه مشرقة إن المصابيح فيه أنجم زهر والنّاس قد أقبلوا من كل ناحية يحيون ليلتهم يا نعم ما ادّخروا تردّدوا فيه بالطاعات واشتغلوا بالبرّ طوبى لهم بالفضل قد ظفروا وجوههم كبدور التّمّ مشرقة وذنبهم من إله الخلق مغتفر كان رمضان ضيفا كريما جاء بالتحف والطرف، زوّد بالهدايا والعطايا، وقد عاش الناس أجواء تأرّج عبيرها في بلادنا وفي البلاد الاسلامية قاطبة، أشعّ نورها بالليل والنهار فأضاءت الظلمات، وعمّت النّاس المحبّة، واستوثقت عُرى التوادد والتواصل، وبعثت في النفوس عواطف التسامي وحب التعاون والمؤزارة والإخلاص للّه وللوطن.