هو علي بن عون بن عبد الله بن بوعلي بن مسعود ويلقب بالقوماري نسبة إلى المدينة التي انحدر منها والده . ومدينة قومار هي إحدى مدن سوف الجزائرية ومسعود جده ابن عبد الجواد بن جبار بن إدريس بن جاء بالله بن محمد بن خيار بن محمد بن يوسف بن منصور بن لحبوش بن إدريس إبراهيم بن عيسى بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير بن رضوان بن هلال بن محمد بن عبد النبيء بن همام بن مرداس بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه.
أما أمه فيه ياقوتة من قبيلة أولاد إبراهيم الحرشان إحدى قبائل عرش الهمامة نزحت إلى توزر عاصمة الجريد فتعرفت أسرتها على الشيخ عون بن مسعود القوماري حيث كان يعمل مؤذنا هناك في توزر فصاهرته الأسرة الحرشانية بتزويجه ابنتها ياقوته وكان الشيخ عون من أهل الصلاح ولم تطل معاشرته لزوجته إذ فارقها وهي حامل بسيدي علي بن عون، وبعد ولادته تربى عند أخواله مدة إلى أن تزوجت أمه من أحد أقربها المسمى يوسف وأنجبت منه أولادا يعرفون إلى اليوم بفريق أولاد يوسف وبقي عند أخواله إلى أن بلغ العاشرة من عمره ثم ارتحل إلى مدينة فاس المغربية حيث درس هناك الفقه والتفسير والحديث وأصول الحكمة بزاوية مولاي إدريس الأكبر ثم رجع إلى القيروان للتبحر في العلوم الدينية فبقي بها مدة لم يذكر التاريخ عدد سنواتها ومنها توجه إلى البيت الحرام لقضاء مناسك الحج. أقام في المدينةالمنورة مدة من الزمن منقطعا للعبادة ثم قفل راجعا إلى قفصة حيث تتلمذ على يد المربي الفاضل العارف بالله سيدي عمر بن عبد الجواد، وكان عمره وقتها أربعون سنة وبقي بجهة القصر بقفصة مؤدبا بزاوية الشيخ المذكور لمدة تزيد عن سبع سنوات. ولما وضح صلاحه وظهرت كراماته أمره شيخه المذكور آنفا بالرحيل إلى المكان المعروف ب«فراش بالراضية» وأمره بالإقامة هناك وبناء زاوية بمكان ضريحه اليوم في سفح جبل الساهلة، ومن يومها صار الزوار يفدون على الشيخ في حياته طلبا للبركة والعلم ولا زال إلى يومنا هذا يقصده الزوار من كل حدب وصوب.