تحت شعار «تونسية وأفتخر»، نظم مكتب المرأة لحركة النهضة بصفاقس ليلة أول أمس الإثنين سهرة احتفالية بمناسبة عيد المرأة بقاعة الأفراح البلدية جمعت بين الشعر والموسيقى والخاطرة والخطب السياسية والوجدانية المتعلقة بحقوق المرأة في الإسلام. السهرة الرمضانبة «النسائية» انطلقت بالقرآن الكريم للمقرئ محمد التونسي، ثم النشيد الوطني، وكلمة للمشرفة على مكتب المرأة لحركة النهضة بالجهة هالة الزريبي توجهت فيها مباشرة للحديث عن حقوق المرأة في تونس مبرزة ان مجلة الأحوال الشخصية مكسب كبير للمرأة لا يمكن التنازل عنه باعتباره حصيلة نضالات وحركة إصلاحية لمصلحين تونسيين من أبرزهم الثعالبي والطاهر بن عاشور وهشام جعيط كما قالت.
واستدركت المتحدثة قائلة «إلا أننا نعرف أن المرأة تعاني من نواقص عديدة منها العنف المادي والتمزق بين دورها الأسري و دورها في المجتمع والحياة السياسية ، وعلينا أن ندعم مكانتها و دورها في الحياة الإجتماعية »، وعادت هالة الزريبي لتبرز ببعض الآيات القرآنية انه لا يوجد أي تفاضل بين الرجل والمرأة في المنظور الإسلامي مستحضرة قوله تعالى «ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا» أو حديث الرسول صلى الله عليه و سلم « النساء شقائق الرجال» لتخلص إلى أن الإسلام أقر مبدأ المساواة في التكاليف والحقوق و الواجبات.
واستحضرت المتحدثة نضالات عزيزة عثمانة ومجيدة بولية وغيرهما الكثير لتنهي مداخلتها بتقديم التهنئة للحاضرات من النساء في عيدهن .
الكاتب العام لحركة النهضة بصفاقس لطفي عبيدة قال ان كلمته ستجمع بين السياسي والوجداني ، فتوقف عند أهمية الثورة التونسية قائلا «نحن في مرحلة تاريخية فارقة ، فمن إرادة التغيير تحولنا إلى إدارة التغيير ...كلنا على سفينة واحدة و إذا غرقت سنغرق جميعا ..».
وأضاف المتحدث « نتهيأ الآن لسنة سياسية بامتياز وقد لاحظنا تهجما كبيرا على الإسلام والمسلمين، هي معركة طبيعية وعادية نقاومها بالصبر و تحمل الأذى، على الحكومة ان تبادر بتلبية مطالب الشعب ووضع القطار على السكة الصحيحة ولا بد من وثبة قوية وحركة ثورية تستعيد بها الحكومة بريقها»..
الكلمة التي وصفها الكاتب العام بالسياسية ختمها بالقول: «مخاطر الالتفاف على الثورة قائمة، وهناك توظيف سياسي للعمل النقابي» مضيفا «الشعب مازال ينتظر تحقيق أهداف الثورة من كرامة وعمل وعدالة انتقالية، ولتحقيق هذا لا بد من تطوير الإعلام والعمل على تحقيق استقلالية القضاء وإصلاح الجهاز الأمني وهذا ما عاهدنا الشعب عليه ومن يخون الشعب فقد خان الله و الرسول و المؤمنين».
الجانب الثاني من كلمة الكاتب العام انطلق فيه بالفصل 28 من الدستور ليقول «هي معركة وهمية لحملة انتخابية استباقية «فالمساواة في ديننا الحنيف أدلتها واضحة بصريح القرآن والسنة في المسؤولية والجزاء والثواب و العقاب» واستعرض المتحدث العديد من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة لينتهي إلى خطبة الوداع التي أوصى فيها الرسول خيرا بالنساء .
كلثوم بدر الدين المجلس التأسيسي لحركة النهضة تناولت الفصل 28 من الدستور مبرزة أن الموضوع تم تهويله إعلاميا وهو لا يستحق كل هذا التضخيم الساعي إلى الايهام بان حركة النهضة تحاول للالتفاف على حقوق المرأة وان النهضة ستتراجع عن وعودها مبينة أن التكامل أكثر عمقا من لفظ المساواة، وهو تقريبا ما اتجهت إليه سلاف القسمطيني عضو المجلس الوطني التأسيسي لتبين ان الاسلام كرم المراة وساوى بينها وبين الرجل في التكليف وفي الاجر وان المراة شريك للرجل في الحياة وفي البناء واعتبرت القسمطيني ان الحملة على الفصل 28 مجانية ودعت كل الاطراف الى التعقل و فتح حوارات جادة ومسؤولة .