كلثوم بدر الدين: "هناك إفتعال لأزمة بخصوص الفصل 28 من قبل تيّارات حزبيّة و جمعيّاتيّة إتّخذت شكل حملة إنتخابيّة مبكّرة" النّائبة سلاف القسمطيني: "نحن كاملات و لسنا مكمّلات.. و تمنّينا لو احتفلنا جميعنا بعيد المرأة رغم إختلافاتنا" تحت شعار "تونسية و أفتخر" نظمت نساء حركة النهضة بصفاقس مساء الاثنين سهرة احتفالية بمناسبة عيد المرأة مساهمة منهن في دعم وحماية مكتسبات المرأة التونسية وحيث أكّدت النائبة بالمجلس الوطني التأسيسي كلثوم بدرالدين كون المرأة متساوية في الحقوق والواجبات شأنها شأن الرجل و أنه لا وجود لالتزام في دستور59 بدسترة حقوق المرأة واصفة مجلة الأحوال الشخصية كونها جملة إجتهادات فقهية لا تقبل المزايدة معتبرة أنّ هذه الحملة القائمة بخصوص الفصل28 من دستور تونس الجديد مفتعلة واتخذت شكل حملة انتخابية مبكّرة لإبراز أن حركة النهضة تتراجع عن وعودها. ونظمت مكونات من المجتمع المدني مسيرة ليلية احتفالا بعيد المرأة واحتجاجا على ما اقترحه بعض عضوات وأعضاء لجنة الحقوق والحريات من أن"حماية حقوق المرأة ودعم مكاسبها باعتبارها شريكا حقيقيا للرجل في بناء الوطن ويتكامل دورهما داخل الأسرة". على درب بشيرة بن مراد ومجيدة بوليلة وعزيزة عثمانة في افتتاحية السهرة عرّجت مشرفة لجنة المرأة والأسرة بالمكتب الجهوي لحركة النهضة هالة الزريبي أنّ مجلة الاحوال الشخصية التي نادت بحرية المرأة جاءت تتويجا لمسيرة من النضالات والتضحيات الجسام نتيجة حركة إصلاحية أبرزهم عبدالعزيزالثعالبي والطاهربن عاشور وهشام جعيط ولكن هناك نواقص منها رواسب النظرة الدونية للمرأة والتمييز والتمزّق بين مستلزمات دورها الاسري والسياسي ذاكرة في ذات السياق مفهوم أن الدين الإسلامي لا وجود فيه لتفاضل بين الجنسين بل مساواة في التكليف والحقوق والواجبات. وبخصوص الجدل القائم اليوم حول مفهوم المساواة اعتبرته جدلا مفتعلا وأنهن في الحركة يدعمن النهج الذي سارت فيه المرأة التونسية الصالحة والمصلحة على درب بشيرة بن مراد وعزيزة عثمانة ومجيدة بوليلة وأن تونس لاتزال تقدّم نموذجا كمّيا ونوعيا من النساء الفاعلات في بناء المجتمع والدولة. التساوي في الحقوق والواجبات وفي تصريح خصت به "الصباح" بخصوص الحملة القائمة حول الفصل 28 أجابت النائبة كلثوم بدرالدين قائلة: "إن القراءة الاولى للفصل 28 لا يمكن أن تتم بمعزل عن الفصل 21 الذي يتحدّث فعلا عن المساواة بين الزوجين وأنه لابد من تدعيم وحماية مكاسب المرأة ودسترتها والحفاظ على ماجاء في الدستور التونسي. وقد عُدتُ للدستور التونسي ل59 وفي الفصل 8 منه وجدت أنه يتعرّض فقط إلى مفهوم أن الأحزاب تضمن وتحمي حقوق الأحوال الشخصية فقط ولم أجد أي حماية من طرف الدولة في مجلة الاحوال الشخصية أو تعهد الدولة بحماية مكتسبات المرأة أو حقوقها في أي مجال من المجالات والتعهد كان بخصوص الاحزاب والمنظمات لأنها مطالبة من بين أعمالها أنها تحمي حقوق ومكتسبات الأحوال الشخصية وأنهم في حركة النهضة لن يتراجعوا عن دعمهم لهذه المكاسب باعتبار ان المرأة والرجل متساوين في الحقوق والواجبات. وأضافت :" أنا أعتبر بأنّ كل ما يُقال هو حملة انتخابية سابقة لأوانها وتخويف ليس منه فائدة." عيد المراة ومكاسب مجلة الأحوال الشخصية وأضافت عضو المجلس التأسيسي كلثوم بدرالدين أن يوم عييد المرأة يتزامن وصدور مجلة الأحوال الشخصية حيث صدر أمر منذ سنة1956 من الرئيس بورقيبة يقضي بإصدار المجلة التي صدرت قبل الإعلان عن الجمهورية وسن دستور59 وتمنت أن تكون أيام السنة كلها عيد لفائدة المرأة التي خاضت نضالات ضد الإستعمار وضد نظام الإستبداد سيما السجينات اللواتي كن وقود الثورة. وأضافت انّ ما بلغه المجتمع التونسي من تطور ديمغرافي جعل المراة تمثل أكثر من نصف المجتمع وان المرأة قد حصدت عديد المكاسب واكتسحت جميع المجالات الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية متصدّرة بجدارة عديد المناصب ومشاركة في المجال السياسي من خلال نجاحها في المجلس الوطني التاسيسي وترأسها لعدة لجان بداخل المجلس واعتبرت أن مجلة الأحوال الشخصية قد حققت عديد المكاسب للمرأة من مفهوم الاسرة والزواج والحضانة والنفقة مؤكّدة أنّ حركة النهضة وفي فترة الحملة الإنتخابية أكّدت أنها ستحافظ على هذه المكاسب وسيتم حمايتها ودعمها وأن الحركة لن تحيد عن وعودها. إجتهادات فقهية واعتبرت عضوة المجلس التأسيسي أن مجلة الاحوال الشخصية هي اجتهادات فقهية دون مزايدة من أحد بانه أتى بالجديد وأن الأزمة المفتعلة من قِبل تيارات حزبية وجمعياتية اتخذت شكل حملة انتخابية مبكّرة بالنسبة لهم لإظهار أن حركة النهضة تتراجع عن وعودها وستعود بالتونسي إلى منطق تعدد الزوجات مضيفة بقولها أنه لا وجود لالتزام في دستور59بدسترة حقوق المرأة وأن الفصل28 فيه صيغتين وحركة النهضة لم تصوت لوحدها فقط بل كل لجنة بها 22طرفا والنهضة تمثّل 9منهم فقط والتصويت كان ل13مقابل20 ومن باب التجنّي أن يقال ان النهضة هي من صوّت على الفصل والضجة التي حدثت بخصوص عبارة"تكامل" تعني أنّ الرجل والمرأة كلاّ يكمّل الآخر والتفسير يجب أن يكون حرفيا ولفظيا مؤكّدة أنّهم اوردوا عبارة"يتكامل دورهما" وبالتالي فلا وجود لاستنقاص للمرأة. كاملات لا مكمِّلات بدورها تحدّثت العضوة بالمجلس الوطني التاسيسي سلاف القسمطيني عن العبر المستخلصة من التاريخ الإسلامي ومفهوم المساواة الوارد في القرآن بين المرأة والرجل وأضافت كونهم في لجان الإستماع قد تم سماع عدة شخصيات وطنية وممثّلات من المجتمع المدني و الفصول قابلة للتطوير وبانّهم فوجؤوا بضجّة قامت بتحريف الفصل وبروز شعارات مختلفة وأكّدت قائلة: "نحن كاملات ولسنا مكمّلات والإعلام هضم حق الحركة في توضيح الفصل وفتح حوارات جادة وتمنّينا أن يكون احتفال الليلة مشتركا بيننا وبين الجمعيات الأخرى فالإختلاف لا يُفسد للود قضية ومستعدّون للتوافق شرط أن نضمن للمرأة التونسية حقوقها و مكانتها و ضرورة فتح حوارجاد حول هذه الحقوق". مسيرة ليلية لمكونات المجتمع المدني كما نظمت فعاليات المجتمع المدني بصفاقس مسيرة ليلية انطلقت من امام المسرح البلدي جابت شوارع المدينة منادية بمفهوم المساواة بين المرأة والرجل ورافعة شعارات "نساء تونس كاملات لا مكمّلات"و"المرأة اللتونسية حرة ولن تفرّط في مكاسبها" و"نعم للمساواة لا للتكامل".