أكدت العديد من الدراسات أن الصوم ليس مجرد فريضة دينية يتقرب بها العبد لربه فقط, بل هو أيضاً وسيلة فعالة لوقاية الإنسان من أمراض خطيرة عجز الطب الحديث عن إيجاد علاج نهائي لها، كأمراض القلب والسرطان وغيرها. وقد اكد الخبراء أن الصيام يعد فرصة كبيرة لدعم الصحة الجسدية والنفسية، لأن أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة تأخذ فترة راحة ضرورية لتجديد نشاطها وتستعيد وظائفها للتخلص من الرواسب الموجودة بالجسم، بالإضافة إلى تجديد الدورة الدموية. حيث للصيام فوائد كثيرة لاحصر لها، فإنه يعمل على إعادة التنظيم المطلوب لعمل الجهاز الهضمي من خلال الراحة التي يوفرها شهر رمضان الكريم. إضافة إلى ذلك فإن الصيام يساعد الجسم على التخلص من عدد كبير من الأمراض التي تسببها السمنة، كما أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة، منها الكبد والكلى وتورم الساقين يستفيدون من فريضة الصيام.
بالاضافة الى أن خفض الوزن الزائد يأتي في مقدمة فوائد العلاج بالصيام، فخلال الصيام تستطيع كل 450 جرام من الدهن الزائد في الجسم أن توفر الطاقة اللازمة للإنسان ليوم كامل، وأيضاً حرق الدهون مما يؤدى إلى تجميع السموم المتراكمة في الجسم والتخلص منها. أما صيانة الجهاز الهضمي فهي واحدة من مزايا الصيام وفوائده خاصةً أن منح الجهاز الهضمي المشغول دائماً إجازة اجبارية واجبة تؤدي إلى التحسن الرائع في كفاءة الهضم والامتصاص والاخراج.
كما أن الصيام يعمل على علاج بعض الأمراض المستعصية كالروماتيد والذئبة الحمراء ومشاكل القولون العصبي، وبعض حالات الشلل ، وحساسية الطعام خصوصاً حساسية القمح، صرف السوائل المتجمعة في الساقين والبطن، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الحواس الخمس، خاصةً حاسة التذوق. العلاج بالصيام
لم يعد الصيام حكراً على المسلمين وحدهم, فالعالم كله ينهل الآن من كنوز الصيام. وبدأ العلماء في الغرب في دراسة الصيام منذ منتصف القرن العشرين فأصبح لدينا اليوم مدرسة علمية جديدة تختص بالعلاج بالصيام، فهناك العلاج بالصيام الكامل أو عن الطعام فقط أو العيش على الماء أو عصائر الفاكهة, أو كليهما سواء معاً أو بالتبادل. ومن الغريب أن يتوصل العلماء غير المسلمين إلى أن أفضل برامج الصيام هي التي تستمر 30 يوماً أو أكثر! وقد تبين أن الإنسان السليم يستطيع العيش بدون طعام لمدة تتراوح بين 50 و75 يوماً بشرط إبعاده عن العدوى والتوتر النفسي والعاطفي. الصيام يزيد الخصوبة
وقد شرع الله الصيام؛ تزكية لنفس الإنسان وتهذيباً لسلوكه، ووقاية وعلاجاً لما قد يصيبه من علل وآفات في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه، قال الله تعالى {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى تأثير الصيام على مختلف أجهزة الجسم وأعضائه ومنها الجهاز البولي والجهاز التناسلي، ومن هذه الفوائد: يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة، كما أن الإكثار منه يخفف ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسمية والانحرافات السلوكية، وذلك تحقيق للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» أي حفظ.