في برنامج التمساح، وعندما كان المستشار القانوني المؤقت للرئيس المؤقت «يتغصور» ويحاول النجاة بجلده من أغلى الحيوانات جلودا، توجه بلغة فرنسية ركيكة إلى ذلك الشاب الأسمر، فاضحا مرة أخرى طبقة سياسية كاملة لا تحسن أبجديات لغة «فولتير». وهي لغة الشريك الاقتصادي الأول لتونس في العالم، وتبقى رغم كل الحملات الموجهة ضدها من اللغات المعتمدة عالميا خصوصا في القارة الافريقية العزيزة على قلب رئيس سمير مؤقتا والذين بلغ به «العزّ» أن تم استقباله مرة من طرف وزير الفلاحة في أثيوبيا وذلك بعد أن هبطت طائرته في مطار أديس أبابا.. وكان قبل الزيارة قد وضع خطة كاملة لدعم علاقات تونس مع دول لا سمة لاها إلا الفقر المدقع، ولا أفاق أمامها إلا طلب المعونة والديون!
وبعد رائعة Le رأس المال est جبان، أتحقنا سمير بجمل وإن كانت فرنسية إلا أنها أشبه بلغة أكلتني البراغيث، لغة تجعلنا نتفهم جدا لو أطل علينا يوما وهو يسبّ الفرنكفونية، ويلعن الفرنكفونيين وهو على فكرة قادر على فعل أكثر من هذا، وهذه الفعائل هي حلوة بالنسبة له، وكعك ما يطيّر جوع، فقد تربى في مدرسة ونهل من معين لا ينضب في مجال التخلويض، ولا يبزّ في مجال الكلام المنفلت مدرسة المؤتمر School التي ما شاء الله عليه، وعيني ماتضرها عبارة عن مشتلة لا تنبت إلا التحفة وأختها!
وما دامت فرنسا هي الشريك الأول لتونس وستبقى كذلك لسنوات طويلة، فإنه أصبح لا مفرّ من أن يمرّ كل مرشح لمنصب بامتحان في اللغة الفرنسية، امتحان كتابي وشفاهي مستوف لكل الشروط ومختلف عن باكالوريا هذه السنة، فإنه إذا ما اكتشفت هذه الأطراف أي فرنسا وخصوصا البلاد الافريقية ضعفنا الفادح في الفرنسية أعيتنا حيلة وربما دلست مواثيق وغيرت معاهدات، وتصرفت في اتفاقيات ونحن نائمون في عسل عدم تمكننا من لغة بودلير وابن عمة فولتير! التونسي ولد باب الله، وما فعلته الجالية الافريقية المقيمة بتونس بالتوانسة سيدونه التاريخ، تاريخ اخراج الكنوز، وتحويل الأوراق إلى عملة صعبة، واستحضار الجنّ، وقد توطّدت علاقاتنا بهم إلى درجة كبيرة يحاول المنصف المرزوقي تحويلها إلى علاقات استراتيجية قبل أن يغادر قرطاج ويذهب ليحاضر حول التحولات، الديمقراطية في تجمّع دول سين صاد.