مثلت سلسلة «التمساح» التي تبث حاليا على القناة التلفزية «التونسية» من بين البرامج التلفزية الرمضانية التي نالت اعجاب العديد من المشاهدين. أبطال هذه السلسلة هم التمساح الذي يدعى «أدجاوبا» وصاحب التمساح محمد قمعون والمعروف في حلقات «التمساح» باسم «مامادو». أما بقية الأبطال فهم «ضحايا» التمساح من سياسيين وفنانين وممثلين...ولئن استمتع الكثيرون بحلقات التمساح واعتبروها حققت نجاحا كبيرا , فإن البعض الآخر رأى أن الحلقات «مفبركة» وأن الكثير من المشاركين في الحلقات هم على علم مسبق بأنهم سيقعون في فخ الكاميرا الخفية , بل أن هناك من اعتبر أن التمساح ليس سوى «لعبة بلاستيكية «... الشروق قامت بزيارة حديقة التماسيح بفضاء «اكتشف جربة» في جزيرة جربة وكان لها لقاء مع السيد محمد قمعون أو «مامادو» في سلسلة «التمساح» فكان معه الحوار التالي :
لقد أصبحت مشهورا من خلال مشاركتك في سلسلة التمساح على قناة «التونسية» وذلك بدور «مامادو» صاحب التمساح فمن هو «مامادو»؟ مامادو هو الاسم الذي عرفت به في سلسلة التمساح , لكن اسمي الحقيقي محمد قمعون متخرج من المدرسة العليا للفلاحة بماطر بعد حصولي على شهادة تقني سامي مختص في تربية التماسيح, أشتغل منذ سنة 2002 بفضاء «اكتشف جربة» وتحديدا في حديقة التماسيح وذلك رفقة ثلاثة تونسيين آخرين حيث كنا الوحيدين في العالم العربي في ميدان تربية التماسيح كما أن حديقة التماسيح بفضاء «اكتشف جربة» هي الحديقة الوحيدة في شمال افريقيا.ما هي ظروف مشاركتك في سلسلة «التمساح»؟اتصل بي في البداية السيد معز بن غربية والسيد عبد الحق التومي وذلك بعد التنسيق مع السيد جمال المزابي. وبالنسبة لمشاركتي لم يكن البرنامج في البداية تقمص دور ابن السفير اذ كان دوري يقتصر على مراقبة التمساح دون الدخول في مواجهة مباشرة مع من سيقع في الفخ. لكن بعد تصوير المشاهد الأولى رأى فريق التصوير أنه من الأفضل اثراء الحلقات بحوار مباشر بين «الضحية» وشخصية «مامادو» التي تمثل ابن السفير. ولقد تواصلت مدة التصوير ما يقارب الأسبوع بمعدل يفوق العشرة مشاهد يوميا. ومن هو التمساح البطل الرئيسي في السلسلة ؟أريد أن أؤكد في البداية أن التمساح الذي شارك في كل الحلقات هو تمساح حقيقي وليس بتمساح من البلاستيك كما ورد في بعض مواقع الانترنات وعلى صفحات بعض الجرائد. هو فعلا تمساح حقيقي يبلغ من العمر ستة سنوات من مواليد سنة 2006 بجزيرة جربة وتحديدا بحديقة التماسيح بفضاء «اكتشف جربة», متوسط الحجم اذ يبلغ طوله ما يقارب المترين و20صم. يعرف باسم «زازي». كان بالامكان اختيار تمساح من حجم أكبر يمكن أن يصل طوله الى أكثر من أربعة أمتار لكن ذلك غير ممكن نظرا لضيق الفضاء الذي تدور فيه أحداث السلسلة وهو المصعد كما أن مشاركة تمساح كبير الحجم ربما يحدث الكثير من الذعر والخوف.
هل تغيرت علاقتك بالتمساح بعد تصوير السلسلة؟
فعلا لقد أصبحت أكن عطفا خاصا لذلك التمساح كيف لا وقد أمضينا أسبوعا كاملا من التصوير كما أمضينا نفس المدة بمنطقة البحيرة. وخلال تلك الفترة كنت قريبا من التمساح. هذا العطف الخاص جعلني أطلق عليه اسمي المستعار وهو «أدجوبا» فأصبحت أناديه بهذا الاسم عوض عن الاسم الذي عرف به وهو «زازي». رأى البعض كما ورد في عدد من وسائل الاعلام أن العديد من مشاهد سلسلة التمساح «مفبركة» وأن العديد من المشاركين هم على علم مسبق وأن ما أظهروه من خوف وهلع هو ليس الا من قبيل «التمثيل» , فما رأيك في ذلك ؟ ان تلك الأقاويل ليست الا تخمينات خاطئة وغير صحيحة. وما راج من حديث حول العلم المسبق لبعض عناصر النهضة وذلك حتى يظهرون أمام المشاهد في صورة الشجعان هو كذلك كلام لا أساس له من الصحة. ومن خلال ما عايشته من ردود أفعال لكل المشاركين فإني أؤكد بأن كل الذين شاركوا في حلقات التمساح ليس لهم علم مسبق بالفخ الذي نصب لهم كما أن العديد من المواقف داخل الكواليس تؤكد فعلا أن المشاهد المصورة في سلسلة التمساح ليست بالمشاهد « المفبركة».هل أن تعاملك مع «ضحايا التمساح» يكون بنفس الدرجة من «التخويف» وبنفس الطريقة أم هنالك شخصيات معينة تعاملت معها بطريقة «خاصة»؟في الحقيقة لم أتعامل بنفس الطريقة وبنفس الدرجة من «التخويف» مع كل المشاركين. فطريقة «تخويف» الجنس اللطيف تكون أقل حدة. وعموما فإن الطريقة يمكن تحديدها من خلال المواجهة الأولى التي تمكن من قراءة نفسية المشارك وتحدد درجة الخوف لديه فإن لاحظت من خلال تلك المواجهة الأولى نوعا من الصمود لدى المشارك فإني أعمد الى التصعيد فأقوم أحيانا بتقريب التمساح من المشارك وفي المقابل ان لاحظت نوعا من الخوف الشديد فإني أسعى الى التعامل مع ذلك المشارك بكثير من الحذر. فمثلا طريقة التعامل مع نعيمة الجاني تختلف تماما عن الطريقة التي اعتمدتها مع ابراهيم القصاص وسمير الوافي. ففي الحلقة الخاصة بسمير الوافي تعمدت استفزازه وتخويفه وأرادت أن أتعامل معه كما يتعامل هو مع ضيوفه في برنامجه «الصراحة راحة «وأردت أن أضعه في بعض المواقف الصعبة و«الحرجة» التي كان هو يضع فيها ضيوفه. يرى البعض أن المشاركين من السياسيين أظهروا قدرة على الصمود وكانوا أقل خوفا من الفنانين , فهل أن طريقة تعاملك مع السياسيين أكثر لينا من طريقة تعاملك مع الفنانين؟
صحيح أن أغلب السياسيين كانوا أقل خوفا وأظهروا أكثر قدرة على مواجهة التمساح من الفنانين. ولعل حلقة ابراهيم القصاص خير دليل على ذلك كما أن لطفي زيتون قبل بدخول التمساح الى المصعد ومن ناحيته مر سمير ديلو بجانب التمساح. لكن لا يعني ذلك أنني تعاملت معهم بأقل حدة من بقية المشاركين. فربما يرجع ذلك الى اختلاف شخصية رجل السياسة عن شخصية الفنان.
لقد أظهرت قدرة كبيرة على التمثيل تفوق أحيانا قدرة عدد من الممثلين التونسيين الذين ظهروا على شاشاتنا التونسية في شهر رمضان , فهل تدربت كثيرا قبل التصوير وهل تلقيت عروضا للظهور في احدى الأعمال التلفزية ؟
في الحقيقة لم أقم ببروفات كثيرة لكني أملك قدرة كبيرة على حفظ الأدوار. وبالنسبة للعروض لم أتلق أي عرض لكن لن أرفض ذلك ان عرض علي.