شهدت الدّورة الأخيرة من مهرجان ليالي رمضان بولاية نابل مشاركة لافتة للنظر لمجموعة أقواس الغنائيّة التّي تكوّنت مؤخّرا تحت قيادة نخبة من المثّقفين والفنّانين وبرعاية جمعيّة فنون المتوسّط بنابل. تقدّم هذه المجموعة الفتيّة برنامجا ثريّا يمازج بين الموسيقى والعناء والإلقاء الشّعريّ واللّوحات التّشكيليّة يرتكز على اختيار نصوص شعريّة تحاور الواقع وتعبّر عن شواغل اللّحظة وهواجس المثقّف وانتظاراته.مشاركات مجموعة أقواس تعدّدت وشملت مختلف مدن الوطن القبلي. فقد كانت البداية في مهرجان المدينةبنابل بعرض افتتاحيّ احتضنته دار الثقافة بالمدينة، ثمّ في مسرح الهواء الطّلق بالمكتبة الجهويّة بنابل، ثمّ افتتحت المجموعة مهرجان عرس الشّاطئ ببني خيار والدّورة السادسة عشرة للمقهى الثّقافيّ بتازركة. كما كان لها حضور في واحدة من سهرات ليالي رمضان بشاطئ مدينة قربة.مثّلت عروض المجموعة مفاجأة لكلّ من حضرها، إذ تفاعل الجمهور مع الأغاني المنتقاة بعناية من قائمة الفنّ الملتزم المحفوظ منذ الستّينات والسّبعينات من القرن الماضي، على غرار أغاني الشّيخ إمام وأحمد فؤاد نجم : الخطّ ده خطّي « و «قيدوا شمعة ونوّروني» و«وهبت عمري للأمل» والشّيخ سيّد درويش «أهو ده اللي صار» ومارسيل خليفة وأميمة خليل «وعود من العاصفة» و «في البال أغنية» و«تكبّر» ومن أغاني سنية مبارك «يا دروب الحياة»...إنّ ما يلفت الانتباه في عروض هذه المجموعة هو دقّة الاختيار وتناغم الأنماط الفنيّة المقترحة وانصهارها في مسار واضح يعكس حجم العمل الجدّي الذي قام به القائمون على هذه المجموعة والذي يبشّر بميلاد مجموعة فنيّة ملتزمة سيكون لها شأن في السّاحة الفنيّة وفي المشهد الثّقافي الوطنيّ وربّما العربيّ لو تجد ما يكفي من الدّعم جهويّا ووطنيّا.
يسيّر هذه المجموعة الشّاعر والكاتب العامّ لجمعيّة فنون المتوسّط لطفي الشّابي، وتتكوّن المجموعة من الأساتذة أسامة الرّاعي عازف النّاي، ونبيل الفخفاخ عازف العود، ومحمّد الهادي بوتيتي ضابط الإيقاع، والصّحبي فروجة على آلة الفيولنسيل وإحسان بعطوط على آلة الكمنجة. إضافة إلى الفنّانتين الشّابتيْن الأستاذتين هاجر البرّي وهناء بلحاج سالم والأستاذ طارق السويسي الرسّام والمسؤول عن تصميم فضاء العرض وإعداد اللّوحات المرافقة لعروض المجموعة.