تعرضت واحة المطوية مؤخرا إلى كارثة بيئية خطيرة تمثلت في اشتعال ألسنة النيران في مساحات شاسعة أتت على المئات من أشجار الرمان والنخيل والحناء. فمن المسؤول وكيف يمكن التوقي من هذه الكوارث مستقبلا؟ ورغم تدخل فرق الحماية المدنية الذين استبسلوا على مدى 5 ساعات رغم حرارة الطقس ولهيب النيران الا ان الدخان ظل يرتفع من بعض اشجار النخيل. ولقد كانت هذه الكارثة سببا في حضور والي الجهة ومعتمد المطوية اللذيْن قطعا اجتماعا مهما حول التنمية الجهوية. وأذنا بفتح تحقيق لمعرفة أسباب هذه الكارثة وللتذكير فان واحة المطوية تعد بوابة الجنوب فهي أول واحة تعترض المتجه للجنوب الشرقي وقد عرفت عبر تاريخها بغزارة مياهها ووفرة إنتاجها وتكاد تكون الوحيدة التي تجمع بين الواحة وشاطئ البحر ومدخل الصحراء إلا أن هذه الجنة مهددة بالاستنزاف بسبب «القتل» العشوائي لأشجار النخيل قصد الحصول على «اللاقمي» الذي يمثل مورد رزق لعشرات الشباب والعائلات.وتشكو واحة المطوية من مشاكل عديدة لعل أبرزها ارتفاع تكلفة الري وتباعد وتيرة السقي مما يجعل أغلب المحاصيل تتلف قبل أن تثمر .كذلك فإن المنطقة تفتقر إلى جمعية تنموية تعنى بتحويل إنتاج الواحة من تمر ورمان إلى منتجات صناعية غذائية وكذلك تحويل مكونات النخلة إلى مواد عضوية يمكن استغلالها كسماد أومواد للطاقة البديلة مع العلم أن الجمعية المائية تمتلك آلة لمثل هذه المهام . وما لم يهب أبناء المطوية لإنقاذ الرئة الشمالية لولاية قابس فان المشاكل البيئية ستتكاثر فبعد خسارة الخليج كمحضنة للأسماك فالمنطقة مهددة بخسارة الواحة وما تمثله من أهمية اقتصادية وبيئية وجمالية.