كشف المخرج المسرحي عزالدين قنون عن تحضير المبدعين والمثقفين في تونس، لما يعرف ب «المانيفيست» (manifeste) أو الاعلان، سيكشفون فيه للتونسيين والعالم، حقيقة المشروع المجتمعي الذي تنوي الحكومة بقيادة حزب النهضة الاسلامي «إرساءه» في تونس. وكان عدد كبير من المبدعين والمثقفين وممثلين عن الاحزاب السياسية والمجتمع المدني، قد اجتمعوا يوم الخميس الماضي بفضاء مسرح الحمراء بالعاصمة لتباحث أشكال التحرّك ضد التجاوزات والاعتداءات الاخيرة على الفنانين من قبل ما بات يعرف بالسلفيين.
الحكومة وراء قطع الماء لتعطيش الشعب
وقال عزالدين قنون في تصريح ل «الشروق» إن ادارة فضاء مسرح الحمراء بالعاصمة نظمت يومي الخميس والجمعة الماضيين جلسة عامة إخبارية حضرها عدد من الفنانين والمثقفين وأعضاء من المجلس الوطني التأسيسي وممثلين عن جمعيات وطنية وتكتلات سياسية وذلك استجابة لنداء كان أطلقه فنانون مستقلون على اثر تعرّض زملائهم إلى اعتداءات وتجاوزات من قبل أطراف محسوبة على التيار السلفي وبتواطؤ من وزارة الداخلية.
وأكّد قنون أن هذه الاعتداءات موجهة ضد حرية التعبير والمجتمع التونسي، بالاساس وليس ضد الفنانين فحسب. وأوضح أن هناك مؤامرة تحاك ضد المجتمع التونسي لنسف كل المكتسبات التي حققها منذ الاستقلال كالحداثة والثقافة وحقوق المرأة والطفل.
واتهم قنون صراحة الحكومة بقيادة حزب النهضة الاسلامي وذلك من خلال ممارساتها اليومية ومشاريع القوانين والفصول التي تحاول فرضها ضمن الدستور الجديد. وقال ان انقطاع أو قطع الماء والكهرباء في عديد المناطق الداخلية بالبلاد ما هي إلا سياسة تعطيش وتجويع تمارسها الحكومة ضد المواطنين. كما أشار الى «لغة» الصبر والوعود التي تنتهجها الحكومة لإسكات المحتجين في المناطق المهمشة مثل سيدي بوزيد والقصرين وتالة وجندوبة. وتساءل عن بشائر الحكومة وحزب النهضة بالخصوص، عندما ما وعدت بالتشغيل لمئات الآلاف من العاطلين قبل الانتخابات، ونبه قنون من مشاريع القوانين أو الفصول التي يحاول حزب النهضة إدراجها في الدستور كتجريم الاعتداء على المقدسات والتراجع عن حقوق المرأة والطفل ضاربين عرض الحائط كل المعاهدات والمواثيق الدولية التي أمضت عليها تونس قبل مقدمهم.
النهضة تريد إرجاعنا إلى عصر الظلمات
ونبّه قنون في تصريحه ل«الشروق» كل التونسيين من المشروع الذي تود الحكومة وحزب النهضة بدرجة أولى أن تخضع اليه المجتمع التونسي مؤكدا على رغبتها في تجهيل وتفقير الشعب وإعادته الى عصور الظلمات وذلك تنفيذ المخططات أطراف خارجية ودولية في الخليج والعالم. وأكد ان المبدعين والمثقفين في تونس سيفضحون هذه المخططات والمشاريع في الاعلان أو «المانيفست» الذي سيصدرونه في غصون هذا الاسبوع. كما سيشهّرون بكل منفذيه والمشاركين فيه في العالم عبر المنظمات والجمعيات الدولية الصديقة. وأكد التزام المبدعين والمفكرين والمثقفين بالنضال ضد كل الظلاميين وأعداء الحرية والحداثة كلفهم ذلك ما كلفهم حتى حياتهم.
وأشار الى أن مشروع الظلاميين يستهدف الأطفال بدرجة أولى مستدلا على ذلك بقول عبد الفتاح مورو أحد زعماء حركة النهضة حين قال إن الجيل الحالي «غسلنا منه أيدينا» أي انه لم يعد بالامكان التحكم فيه وفي آرائه في حين ان الجيل المقبل «أي الأطفال» يمكن التأثير عليه والتحكم فيه بنوع جديد من التربية والتعليم في المدارس القرآنية التي ما فتئوا يعممونها داخل البلاد واضعين فيها أشخاصا لا علاقة لهم بالتربية والثقافة والدين الصحيح. وكشف قنون ان «المانيفيست» او الاعلان الذي هم بصدد اعداده وسيقع إصداره للرأي العام الوطني والعالمي في غضون هذا الاسبوع.