رغم احتلالها للمراتب الأولى في تربية الماشية، الا ان ولاية القيروان لم تشهد حالات كثيرة من مرض طاعون المجترات الصغرى الذي كثر الحديث عنه مؤخرا. حيث صرح مصدر رسمي بأنه تم تسجيل نفوق 55 حالة من الأغنام مقابل إصابة 77 حالة بما يسمى لدى الأوساط البيطرية ب«طاعون المجترات الصغرى». وأكد أن الوضع تحت السيطرة. لمزيد التوضيح حول طبيعة هذا المرض الذي يصيب الماشية وطرق الوقاية منه، اتصلت «الشروق» بالطبيب البيطري صالح الشهيبي الذي امدنا ببعض المعطيات العلمية عن المرض.
يعتبر طاعون المجترات الصغرى من الأمراض الفيروسية المعدية الواجب التصريح بها وهو يصيب الأغنام والماعز كما انه غير معد للإنسان ولا ينتقل اليه. ويسببه فيروس ينتمي لمجموعة morbillivirus وعائلة Paramyxoviridiae. ويؤكد ان التصدي له سهل حيث يتميز بسهولة تدميره بواسطة المطهرات الا انه يبقى فترة طويلة في المواد المجمدة الملوثة (كاللحوم المجمدة للحيوانات المريضة).
ويكتسي هذا المرض اهمية بالغة من الناحية الاقتصادية نظرا لما يسببه من خسائر تتمثل خاصة في ارتفاع نسبة اصابة القطعان التي قد تصل للمائة بالمائة اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة وتتراوح نسبة نفوق الحيوانات بين 20 و90 بالمائة فضلا عن إجهاض الإناث الحوامل وانخفاض القيمة الاقتصادية للحيوانات المصابة.
والاهم من ذلك والمطمئن حسب الطبيب صالح الشهيبي هو ان التشخيص المخبري اخذ وتحليل عينات بيولوجية أثبت أن الماعز والأغنام التى تشفى من هذا الفيروس تكتسب مناعة مدى الحياة. علاوة على ان طاعون المجترات لا يصيب الإنسان، بل تأثيره يسبب خسائر كبيرة على الاقتصاد.
وشدد على انه عند إصابة أحد عناصر القطيع يمكن عزل الحيوانات المصابة ووقف حركة الأغنام والماعز سواء للأسواق او الرعي والتبليغ الفوري عن كل حالة اشتباه وهنا يكمن الدور الأساسي والهام للطبيب البيطري في اكتشاف والتبليغ عن كل حالة اشتباه ; التخلص من جثث الحيوانات النافقة سواء بالردم العميق او بالحرق وتطهير الحظائر والأدوات. وحظر خروج الحيوانات من منطقة الوباء التوعية الصحية لكل المعنيين بقطاع تربية الماشية عدم استيراد الحيوانات من البلدان الموبوءة. حيث تشير المعطيات الرسمية الى ان الطاعون قدم الى تونس عبر الاحتكاك بقطعان ماشية موردة من الجزائر.