مداخل المدن هي المرآة العاكسة والواجهة التي ترى فيها باطنها لذلك أولي هذا الجانب ما يستحقه من أموال رصدت لهذا الغرض، حتى تكون ناصعة الجمال لكل زائر يمر من مدخلها تشده إليها وتستهويه. لكن هذا الموضوع مازالت بلدية المكان لم تعره ما يستحقه من أهمية وتجلى ذلك بوضوح من خلال الصورة القاتمة والوضعية المزرية التي عليها المنتزه العائلي لحي النصر المتاخم بجانب الطريق الرئيسي إذ استفحل به العشب في كل أرجائه وتداعت كراسيه وحطّمت ولم يبق منها سوى الآثار الدالة عليها، أما الفوانيس فقد أتلفت ولم يبق منها سوى الأعمدة شامخة وبدون إضاءة. هذا المنتزه والذي يعتبر المتنفس الوحيد لمتساكني حي النصر ينهلون من نسيمه صيفا ويروّحون عن أنفسهم على امتداد حلول الصيف أصبح في الوقت الراهن قبلة لبعض المسنين والذين لا يتجاوزون عدد الأصبع الواحد ممن تستهويهم لعبة «الخربقة» أو ممن يتجاذبون ما جد من اخبار على الساحة السياسية وما عدا هؤلاء الذين يقصدونه مكرهين فان متساكني الحي هجروه لانه لا يصلح البتة للاستراحة به لذلك يقول العديد ممن تحدثوا الينا متسائلين عن لا مبالاة بلدية المكان التي طال مداها هذا المنتزه الذي يعتبر من ناحيته المتنفس الوحيد لسكان هذا الحي ومن ناحية ثانية والتي لا تقل اهمية عن الاولى بانه يعتبر الواجهة الحقيقية للمدينة بما أنه متاخم لمدخل المنطقة ويضيف أحدهم ساخرا عما آل اليه هذا المنتزه بأن «التتار ربما مروا من هنا». فهل ستتحرك السلط المعنية لنفض الغبار عن هذا المنتزه؟ أم ان دار لقمان ستبقى على حالها؟