عاشت مدينة الحنشة أول أمس اضطرابات اجتماعية واعتداءات متكررة على بعض أنصار حركة النهضة وبلغت المشاحنات ذروتها في الليلة الفاصلة بين يومي الأربعاء والخميس وكادت أن تؤدي إلى هلاك عائلة بأكملها .. انطلقت الأحداث منذ الفترة الصباحية ليوم الأربعاء بمقر الجمعية التنموية بالحنشة التي تقعد جلسة عامة لانتخاب أعضائها ، وحسب القانون الداخلي لا يمكن أن يترشح لعضوية الجمعية إلا الأشخاص الذين اقتطعوا إشتراكاتهم السنوية .
غير أن الحضور فاق التوقعات في الانتخابات لعضوية الجمعية التنموية التي تقدم بعض القروض للتشجيع على الإستثمار والإنتصاب للحساب الخاص، وقد عمدت مجموعة من الشبان تتهم النهضة بمحاولة الاستحواذ والهيمنة على الجمعية إلى بث الفوضى بالمقر والتهجم على أعضاء من المكتب المحلي لحركة النهضة بالحنشة وبعض الشخصيات المترشحة لعضوية الجمعية التنموية والتي تتهم السابقين بالفساد المالي والتلاعب بأموال الجمعية .
وفي ظل الحضور المحتشم لأعوان الأمن تم الاعتداء على الأستاذ الطاهر المحجوبي عن حركة النهضة الذي تعرض لإصابة حادة على مستوى عينه اليمنى وتم نقله على جناح السرعة لتلقي الإسعافات الأولوية .
وحسب الشهادة الطبية فإن حالته الصحية تستوجب راحة بثلاثة أسابيع مما دفعه إلى تقدم قضية عدلية ضد المعتدين الذين أصروا حسب تأكيده على إفشال الجلسة العامة لانتخاب أعضاء الجمعية التنموية بعد تحققهم من فوز مرشحي حركة النهضة بكل المقاعد للجمعية التي تخضع لاستقلالية مالية وإدارية وتبلغ ميزانيتها حوالي مليون دينار.
اعتداءات وقطع للطرقات وتهم متبادلة
وللأسباب المذكورة تم تأجيل انعقاد الجلسة العامة للجمعية لتتواصل مظاهر الفوضى طيلة الفترة المسائية وحسب شهود عيان فإن عديد الشبان حاولوا الاعتداء على ممتلكات أعضاء من المكتب المحلي لحركة النهضة دون مبرر وتم رشق بعض المحلات التجارية بالحجارة ، وفي ظل غياب تدخل الجهات الأمنية عمدت بعض الأطراف إلى حرق سيارة رياض المحجوبي الشقيق الأصغر للأستاذ الطاهر كما تم اتلاف معدات المقهى الذي كان يقتات منه على وجه الكراء .
وبعد غروب الشمس عمدت هذه المجموعة إلى محاصرة أسرته التي تعرضت إلى الرشق بالحجارة والمواد الحارقة ودخلت زوجته الحامل في غيبوبة نتيجة التهديدات بالقتل المتواصلة وما خلفه ذلك من خوف شديد وحالة رعب في نفوس كافة الحاضرين.
وأمام حالة الفزع والخوف من المجهول تم الاستنجاد بأفراد عائلته الذين هبوا في ساعة متأخرة لانقاذه. «الشروق» حضرت على عين المكان ورصدت مظاهر الفوضى وغلق الطرقات وحرق العجلات المطاطية وتجمهر شبان يحملون الهراوات وفي حالة سكر، ومع حدود الساعة الحادية عشرة ليلا ونصف وصلت لمدينة الحنشة وحدات أمنية سرعان ما تمكنت من تطويق المسألة لتعود الأوضاع الأمنية لحالتها الطبيعية .
ولئن يتهم بعض المواطنين اعضاء النهضة بالاستحواذ على الجمعية ، فإن الطرف المقابل تحدث عن رفض بعض الأطراف المتهمة بالفساد الخضوع للمحاسبة المالية، ويبقى السؤال المطروح: هل ستحرص الحكومة على محاسبة المعتدين وإخضاع كافة الفاسدين للمساءلة المالية والإدارية أم ستغض الطرف عنهم أمام المزيد من التسيب؟