منذ العهد البورقيبي مرورا بالمخلوع ووصولا الى ما بعد ثورة 14 جانفي مازال السؤال الذي يتردد لدى سكان معتمدية المظيلة: متى سنرى التنمية الحقيقية التي تغير واقعنا الى الافضل أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرّد وعود؟ للاجابة عن هذا السؤال اتصلت «الشروق» بالسيد علي بن سعد كاتب عام بلدية المظيلة الذي اكد أن أغلبية المشاريع التي تمت برمجتها في اطار التنمية المندمجة والبرنامج التكميلي لميزانية سنة 2012 هي مشاريع قديمة تعود الى العهد السابق وتتمثل بالأساس في تحسين الطرقات الرابطة بين الأحياء وتعبيدها والترصيف كما أنه تقرر مد قنوات الصرف الصحي والتطهير في بعض الأحياء وحمايتها من مياه الأمطار ومن بين المشاريع الأخرى أيضا نجد تهيئة السوق الأسبوعية واحداث مناطق خضراء وملاعب أحياء ويبقى المشروع الأهم هو تجهيز وتطوير المستشفى المحلي بالمظيلة. كما اشار محدثنا الى أن الاشكاليات العقارية المتعلقة بالأراضي الاشتراكية وما تثيره من صعوبات في التفويت فيها من بين الاسباب التي تعرقل المشاريع. وفي الاطار نفسه يرى العديد من المواطنين أن هذه المشاريع التي تمت برمجتها لا ترتقي الى مستوى طموحات وتطلعات سكان المنطقة وخيبت آمالهم ذلك أن المنطقة تعاني العديد من النقائص على جميع المستويات منذ عقود من الزمن رغم أهميتها الاقتصادية من حيث انتاج الفسفاط لكنها لم تنل حظها من التنمية الشاملة التي من شأنها أن تطور مستوى العيش لدى سكان المنطقة وهذا ما أكده لنا السيد فتحي تيتاي ممثل الرابطة التونسية لحقوق الانسان بالمظيلة الذي يرى أن المشاريع التي تم اقرارها لم تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المنطقة ونقائصها كما أنها لم تعوض سنوات التهميش والاقصاء وغياب التنمية. أما سالم عمارنية رئيس جمعية كرامة الثورة للتطوع بالمظيلة فيرى في هذه المشاريع احتقارا وعدم احترام لنضال هذه الجهة ذلك ان نقائص المنطقة أكبر واهم من احداث ملاعب احياء ومناطق خضراء في حين أن البطالة مستفحلة بشكل كبير. وتجدر الاشارة الى أن متساكني معتمدية المظيلة والمناطق المجاورة لها كعمادة برج العكارمة والسقي تعاني من غياب العديد من المؤسسات والمرافق العمومية ذات الصلة المباشرة بحياتهم اليومية ومصالحهم وهم يطالبون بادراجها ضمن مخططات التنمية المقبلة لسنة 2013 والتعجيل بانجازها. ولعل من ابرز المطامح التي عبر عنها بعض المواطنين نذكر بعث مكتب للتشغيل وقباضة مالية ومركز للحماية المدنية وتحسين التجهيزات بالمستشفى المحلي بالمظيلة واحداث اختصاصات جديدة به خاصة المتعلقة بطب الاطفال والنساء والقلب والشرايين كذلك ضرورة تطوير شبكة الطرقات وربط المعتمدية ببقية الجهات لفك العزلة عنها (توزر,القطار,المتلوي...) كما يطالبون بتنمية منطقة السقي الفلاحية وتزويدها بالماء الصالح للشراب وحفر آبار عميقة والقضاء على مشكل التزود بالماء الذي ما فتئ يؤرق سكان المنطقة اضافة الى مشكل التشغيل وهو الاهم بالنسبة للجميع. وحتى يتم النهوض بالمنطقة يجب على السلط المحلية والجهوية الاستماع الى الاهالي وتشريكهم في تحديد رؤية تنموية متكاملة للمعتمدية ولكن الاهم هو توفر ارادة سياسية قائمة على مبدإ التنمية العادلة بين الجهات واعطاء الأولوية للمناطق الداخلية المهمشة والمنسية.