تفاقمت في الاونة الاخيرة ظاهرة الانقطاع المتكرر للماء التي اقلقت المواطنين في مختلف معتمديات قفصة وتواصلت أكثر من شهر ونصف وقد تجاوز هذا الانقطاع في بعض المناطق ثلاثة أيام متكرّرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. الظاهرة انطلقت بغلق مختلف المسابح بالمدينة على غرار الاحواض الرومانية ثم مسبح سيدي أحمد زروق والمسبح البلدي بقفصة وتطور الامر إلى قطع الماء على الاحياء الشعبية.
فهل دق ناقوس الخطر بقفصة وأصبحت المائدة المائية في انخفاض دائم هذا الامر تسبب في عديد الاحتجاجات بمختلف معتمديات الجهة في الرديف والمظيلة واخرها التحرك الاحتجاجي بالقطار.
«الشروق» اتصلت بالمسؤول الاول عن الصوناد بقفصة قليعي العبيدي الذي نفى منذ الوهلة الاولى نفيا تاما وجود اشكال في قفصة اسمه مشكل انقطاع الماء بالجهة معتبرا اياها ظاهرة عادية جدا واضاف ان الانقطاع لا يحدث الا اوقات الذروة وان الشركة تحاول ايجاد الحلول وامام تشبث محدثنا برأيه غيرنا السؤال إلى اسباب الانقطاع المتكرر للماء في قفصة فأشار إلى انه ناجم عن الاشغال العامة من طرف المقاولين وديوان التطهير وتحدث عن غياب التنسيق بين مختلف الادارات وان لا احد يستشير الصوناد عند القيام بالأشغال وهو ما يسبب بعض الاضرار للشبكة وعند الاصلاح نضطر إلى قطع الماء احيانا على عديد الاحياء واضاف ان كميات التدفق اليومي تساوي الحاجة بالضبط ولا وجود لاحتياطي من الماء وقال ان قفصة في انتظار بئر فم المعزة 6 التي انجزت تماما وينقصها فقط الكهربة وقد توقفت الاشغال في الاونة الاخيرة بسبب نزاع مع جارين للبئر المذكورة واضاف انها تضخ 5000 م مكعب في اليوم وبإمكانها ان تحل المشكل وتعوض النقص الحاصل في المائدة المائية في قفصة والتي ميزتها انها متجددة ويكفي نزول الامطار لتعود إلى ما كانت عليه لكنه لم يخف ان المائدة المائية في انخفاض دائم طيلة الثلاثة سنوات الاخيرة ومنذ 3اسابيع مثلا كان التدفق ببئر فم المعزة 2 في مستوى 40 لتر في الثانية لينحدر إلى 5ل في الثانية.
مشاريع جديدة
وأضاف محدثنا ان فيما يتعلق بمشروع قفصة الشمالية المتمثل في بئري بياش وراس الكاف قد تم انجاز خزانين بالحديقة وقد دخلا طور الضخ وهما يزودان منطقة لالة والقصر وراس الكاف. أما معتمدية المظيلة فقال انها مع القطار والعمايم والعيايشة وبلخير في منظومة واحدة وقد شهدت مائدتها انخفاضا ملحوظا وتم برمجة 3 ابار الاول في طور الانجاز والثاني من المفروض ان تبدا اشغاله في جوان الماضي ونحن إلى الان في انتظار المقاول ليشرع في العمل اما البئر الثالثة فهي في طور فرز العروض . وختم بالحديث عن معتمدية الرديف قائلا ان بالرديف منطقة عليا ( سيدي عبد القادر العمايدة والثكنة ) ازداد فيها الانتشار السكاني لذلك ضاعفنا في محطة الضخ وبرمجنا خزانا بسعة 1000 متر مكعب وبناء محطة ضخ بمنطقة الطرفاية . تلك هي اهم الحلول التي تحدث عنها ممثل الصوناد لتتواصل المعاناة من قطع الماء وتتواصل معها حيرة العائلات خاصة في هذا الوقت الذي يكون فيه الانسان والحيوان والنبات في حاجة إلى الماء فيما يبقى التشخيص الدقيق للمشكل والبحث عن الحلول الكفيلة إلى أزمة الماء بقفصة مطمح الجميع بعيدا عن «تغطية عين الشمس بالغربال».
أمام تفاقم الظاهرة عقد السيد والي قفصة الثلاثاء الماضي جلسة عمل بمقر الولاية بحضور الاطراف المتدخلة في العملية وأفضت إلى اخذ جملة من الاجراءات الاستعجالية الوقائية اذ قرر السيد ابراهيم الحمداوي توفير 400 م مكعب من الماء في اليوم بالاتفاق مع الجمعية المائية بواحات القطار على ان تعيد هذه الجمعية النظر في جدول عمليات الري سيما في اوقات ذروة استهلاك ماء الشرب .
اما فيما يتعلق بتوفير الماء بمنطقة السقي بالمظيلة فقد اذن بأشغال تجهيز بئر ماجني بالإضافة إلى كراء صهاريج مجرورة لنقل وتوزيع مياه الشرب على المواطنين عند انقطاع الماء .كما امر بتجديد مضخة بئر تبديت وصيانة اجهزتها لتمكن من الرفع في مستوى ماء الشرب .