بعد تنصيب النيابة الخصوصية الجديدة أصبح المواطن بباجة ينتظر رؤية مدينته وهي تتجمّل رويدا رويدا بعد أن ملّ مظاهر الفوضى والفضلات الملقاة بكلّ شوارعها وأحيائها وهو في حيرة من أمره اذ لم يجد جوابا مقنعا لهذا العجز. للاجابة عن مجمل الأسئلة الّتي تخامر ذهن المواطن اليوم لا بدّ من تقديم فكرة عن الامكانيات المتوفّرة ببلدية باجة خصوصا اذا علمنا وأنّ تجهيزاتها لم تصلها أيادي العابثين والمخرّبين أيّام الثورة وهي نقطة ايجابيّة كان من الأجدى التّعامل معها لتحقيق نقلة نوعيّة للعمل البلدي بالمدينة.
وسائل وتجهيزات قادرة على تأمين نظافة المدينة وجود 15 نقطة سوداء مثيرة بشكل كبير للانتباه بالمدينة في ما يتعلّق بالفضلات ودون الحديث عن بقيّة النّقاط الأخرى فإنّ ما يتوفّر بالبلدية من وسائل نظافة قادرة على تأمين أدنى الخدمات. اذ يوجد 12 جرّارا لرفع الفضلات وشاحنتين وجرّافتين ونظريّا وبمثل هذه الأرقام يمكن تغطية كامل المنطقة البلدية وبالتالي القضاء على مشكل تكدّس الأوساخ والفضلات. المدينة أضحت منذ أشهر غارقة في ظلام دامس وهو ما يتطلّب مجهودا مضاعفا لتجاوز هذا الخلل اذ لا يعقل أن تكتسح الظّلمة أغلب الشوارع والأحياء وتمتدّ أيضا الى خارجها لتأتي على مداخلها من الجهات الأربعة. والشيء الثابت أنّ قسم التنوير ببلدية باجة يعاني من صعوبات كبيرة نتيجة قلّة الوسائل ونقص الأعوان المختصّين حيث يتوفّر به حاليا شاحنة واحدة تؤمّن عملية استبدال الفوانيس المعطّبة بعد أن اختفت بقيّة المعدّات المتمثلة في 4 دراجات نارية لتأمين دورة مراقبة الأعوان للشوارع والأنهج ليلا وكذلك جرّار وشاحنة صغيرة مزوّدة بسلّم. يوجد ببلدية باجة 95 عاملا ينضاف اليهم 15 من عملة الحضائر وهو رقم قادر على تلبية حاجياتها من اليد العاملة بمختلف مصالحها وهو ما يتطلّب مزيد احكام توزيع عددهم ضمانا لمردودية أفضل. ستشهد نهاية الثلاثية الأخيرة من السنة الحالية الانطلاق في مشاريع ستمكّن من تدارك بعض النّقائص من ذلك أنّه قد تمّ رصد مبلغ 40 ألف دينار للتنوير العمومي على قسطين قسط أوّل ب 10 آلاف دينار والثاني ب 30 ألف دينار حيث اقتنت البلدية مؤخّرا 500 فانوس جديد من أنواع مختلفة لم يكتب لها أن ترى النور بسبب غياب المسؤول عن قسم التنوير لأسباب صحيّة تخصّه لتبقى المدينة تعاني من الظّلمة الّتي قد لا تنتهي. كما تمّ رصد 20 ألف دينار كقسط أوّل من قبل صندوق القروض ومساعدة الجماعات العمومية المحلية لاقتناء 20 حاوية ومعدات نظافة وقد وصلت الدّفعة الأولى منها في انتظار وصول 70 حاوية جديدة خلال شهر أكتوبر القادم بقيمة 100 ألف دينار وهو يمثّل القسط الثاني من المشروع. علما وأنّه منذ سنة 2006 لم تقتن البلدية ولو حاوية واحدة وهو ما ساهم في تردّي الخدمات بقسم النّظافة. أمّا في مجال العناية بالطّرقات والأنهج داخل المدينة فهناك اعتماد بقيمة 746 ألف دينار وستنطلق الأشغال في شهر سبتمبر القادم غير أنّ الاشكال يتعلّق باقتناء مادة «الأونروبي» المخصّصة لتعبيد الطرقات حيث يقع جلبها عن طريق طلب تزوّد صالح لمدّة 10 أيام من تونس العاصمة ونظرا لطول الاجراءات الادارية واجراءات مراقب المصاريف العمومية تنتهي الآجال دون الاستفادة من الطلبية ويكون الالتجاء حينها الى مقاول لاقتناء هذه المادة وهو ما يفسّر تأخّر الأشغال. ويبقى السّؤال مطروحا متى تنتهي معاناة المواطن اليومية مع اشكاليات يتطلّب حلّها توفّر نوايا طيّبة وعزائم صادقة بعيدة عن تعقيدات واجراءات ادارية تجاوزتها الأحداث حتى تتجدّد ثقته في مرفق عمومي يظلّ مهمّا جدّا في حياة المجتمعات.