رغم أن عدد المهاجرين أصيلي الجهة ناهز 77 ألفا، ورغم قيمة التحويلات المالية التي تدخل إلى البلاد، إلا أن مساهمتهم في جهود التنمية الجهوية تبقى دون المأمول.. فكيف يمكن دعم الامتيازات المحفزة للاستثمار الخاصة بالجالية التونسية بالخارج ؟ فعلى أهمية الدور الذي ما انفك يلعبه ديوان التونسيين بالخارج في هذا المجال خاصة في فترة ما بعد الثورة، واتساع الآفاق الواعدة للاستثمار بولاية المهدية في القطاع الفلاحي وخاصة في قطاعات إنتاج الزيت البيولوجي وتربية الأحياء المائية في الأحواض المغمورة والأحواض العائمة، وتعليب زيت الزيتون والتكييف، ولف المنتجات الفلاحية، أو في قطاع السياحة والصناعات التقليدية كالمنتجات الحريرية الموجهة للتصدير والأنشطة الترفيهية الصحية والاستشفائية مثل العلاج بمياه البحر والتجميل فإن مساهمة الجالية التونسية بالخارج في التنمية الجهوية من خلال مشاريع اقتصادية واستثمارات منتجة يبقى ضعيفا ودون المأمول رغم العدد الكبير من المهاجرين أصيلي الولاية الذين يفوق عددهم 75 ألفا حوّلوا عن طريق البريد خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2012 مبالغ مالية تجاوزت 12 مليون دينار.
وقد بلغ عدد المشاريع المصرح بها لدى وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية بالمهدية طوال الستة أشهر الأولى من ستة 2012 .في الميدان الفلاحي 44 مشروعا وفي الميدان الصناعي 8 مشاريع، والملاحظ أن جل أنواع المشاريع المصرح بها حسب القطاعات خلال ثلاثة السنوات الأخيرة 2009-2011 في الميدان الفلاحي 200 مشروع منحصرة بين تربية الماشية والزراعات السقوية وتربية الأبقار والغراسات الكبرى وفي الميدان الصناعي 106 مشاريع جلّها في اختصاص البناء وفي ميدان النقل للحساب الخاص.
ولتشجيع الجالية التونسية بالخارج على الترفيع في نسبة توظيف الأموال في الاستثمار من المفترض تجاوز إشكال المنظومة البنكية والتخفيض في الأداء الموظف على الأموال المحولة، وإحداث بنك خاص بالمستثمرين بالخارج وتخصيص منحة استثمار، ورسم سياسة جديدة للهجرة بشكل فاعل ومنظم، هذا إلى جانب تعزيز جانب الإحاطة بالمهاجرين وترسيخ روح الانتماء خاصة للجيل الرابع من أبناء المهاجرين ومقاومة محاولات التغريب، وإرساء منظومة إدارية محايدة، وتبسيط الإجراءات الجمركية، مع العمل على تحسين نوعية المشاريع والابتعاد عن التكرار والمحدودية والاستفادة من مشاريع بيئية مجددة وهي مشاريع ناجحة بأوروبا.. فلماذا لا ننسج على منوالها، وتستفيد منها بلادنا؟