أتابع بشغف كبير هذا الذي يحدث في النادي الافريقي.. فلا يكاد يمرّ أسبوع دون أن يتحفنا فيه رئيسه بما عجز عنه الأوائل: حزمة من اللاعبين المنتدبين وأكوام من الدولارات نثرها أمام عيون لا تكاد تصدق. لسنا في حاجة الى عبقرية نيتشة لندرك ما يصبو إليه هذا الرجل اللغز من وراء هذا التوجّه وهو كسب نجاحا افتقده النادي منذ مدة والحقيقة أنني شخصيا كنت أنتظر ما هو أهم من الانتدابات.. لكن منذ قدومه لم يفصح عن برنامج عمل أو تصور مستقبلي حتى يجنب النادي ما كان يعانيه من هنات وأمراض والأخطر من ذلك أنه عوض أن يعول على هيئة قوية وكفأة أحاط نفسه بأشخاص لا صلة لهم بدروب الكرة وشعابها وهو ما تجلّى في الطريقة العشوائية التي تعاملوا بها مع عقود بعض اللاعبين المزمع انتدابهم وغياب الحرفية في التصرف في الرصيد البشري للفريق وهو ما يعني أن المرض الذي كان يعاني منه هذا النادي العريق طيلة السنوات الخوالي مازال جاثما على صدره.. ويبدو جليا أن الرئيس الجديد لفريق باب الجديد لم يتعظ من دروس الماضي ولم يتناغم مع هذه الحقيقة التي أكدتها التجارب وهي أن لا نجاح لأي ناد في غياب هيئة قوية وذات كفاءة.. وما على هذا الرجل إلا أن ينظر الى ما يحدث حولنا حيث أن أندية أوروبية عريقة دأبت على تكديس النجوم لكنها لم تظفر إلا بألقاب تعد على أصابع اليد الواحدة.
هذا دون أن نغفل عن ذكر ما ستكون لهذه الأموال الطائلة التي أغدقها على المنتدبين من انعكاسات وخيمة على الأجواء صلب المجموعة.. وما أتمناه شخصيا أن لا أكون مصيبا في تخميناتي حتى لا أنغّص على العائلة الافريقية فرحتها !