مع نهاية كل موسم وبداية الإعداد للموسم الموالي، تنطلق أندية الرابطة الثانية في تعزيز رصيدها البشري بانتداب ترسانة من اللاعبين بأرصدة مالية هامة، بحثا على تحقيق نتائج فنية ممتازة تمكن بعض الأندية من لعب الأدوار الأولى في بطولة الرابطة الثانية، أو احتلال مرتبة مشرفة تضمن مواصلة العيش بنفس الرابطة بالنسبة للفرق الأخرى. لئن أدركت بعض النوادي بانتداباتها الكثيرة، الأهداف التي وضعت من أجلها إمكانات مالية ضخمة، فإنها أصبحت أمام حتمية مواصلة السير في نهج التعويل على الانتدابات بعد أن تقلص عدد أبنائها بفريق الأكابر جراء مغادرة بعضهم بعد أن سئموا قلة الاعتماد على خدماتهم. «الشروق» فتحت ملف الإنتدابات الضخمة التي تستقدمها أندية الرابطة الثانية مع انطلاق كل موسم واستقرأت آراء قادة بعض الأندية في التصريحات الآتية : أرقام مفزعة قراءة سريعة وبسيطة في الجدول المصاحب بالامكان التأكيد أن الأرقام مفزعة جدا ونكاد نجزم أنه لا يوجد أي فريق في العالم مهما كانت امكاناته (حتى ريال مدريد وبرشلونة) يقدم على انتداب 26 لاعبا أو حتى 15 لاعبا في موسم واحد والأكيد أن هذه «الفوضى» التي تعرفها هذه البطولة وكرة القدم التونسية بصفة عامة في حاجة إلى المراجعة الفورية لأن هذه الأندية لا يمكن أن تنجح بعد انتداب فريق كامل باحتياطييه مع بداية كل موسم؟. قيس الجويني «الملعب القابسي» : بانتهاء هذا الموسم سيبقى على ذمة «الستيدة» لاعبان فقط!! «تصوروا الملعب القابسي وبنهاية هذا الموسم سيبقى على ذمته لاعبان فقط، فيما سيكون البقية في حل من كل ارتباط «الستيدة» انتدبت في بداية الموسم الجاري 26 لاعبا وفي الموسم الماضي 20 لاعبا دون أن تحقق الصعود، وقد أثقلت هذه الانتدابات الضخمة من حيث الكم كاهل الجمعية ومثلت سببا رئيسيا في تقلص عدد أبناء النادي بفريق الأكابر، حتى أضحت غير قادرة على ضمان بقائها بهذه الرابطة لو عولت على أبنائها، وإن تكثيف الإنتدابات لا يمكن أن يخدم مستقبل النادي». صابر الصغير «مستقبل قابس» : الانتدابات القيمة تحقق الأهداف «حسب رأيي لم يعد هناك فرق بين لاعب منتدب وآخر من أبناء النادي، إلا بما يقدمه كل واحد منهما فوق الميدان الذي أصبح الفيصل الوحيد بين كافة اللاعبين، بقي أن أشير بأن كثرة الإنتدابات سلاح ذو حدين، لأنها تقوى حظوظ الفرق في الوصول وبلوغ أهدافها، ومن جهة أخرى فهي تقلص من حظوظ تواجد أبناء الجمعية ضمن التركيبة البشرية لفريق الأكابر فهذه ضريبة الاحتراف». عدنان لعبيدي «ألمبيك الكاف» : سلبياتها أكثر من إيجابياتها «مثلما لتكديس اللاعبين بصفة عشوائية سلبيات فلهذا التمشي إيجابياته، التي تكمن في نجاح بعض المنتدبين في تقديم الإضافة والمساهمة في نجاحات الفرق، وهذا يتوقف على مدى شفافية الهيئة مع لاعبيها على مستوى مستحقاتهم المالية أما في خصوص مضار الإنتدابات الكثيرة، فهي منع أبناء النادي من البروز وأخذ الفرصة مع فريق الأكابر، رغم أن أبناء النادي حتى وإن كان مستواهم الفني أقل مما يقدمه المنتدبون، بإمكانهم إنقاذ النادي خاصة أثناء الأزمات المالية». معز بن مريم «هلال مساكن» : الإنتدابات الكثيرة يفرضها بعض المدربين «في البداية لابد من التأكيد بأن مستوى اللاعب وقدرته على إفاده الفريق، ترجح كفته في غالب الأحيان للعب في صفوف ناديه الأصلي أو عندما يقع انتدابه من أي فريق، ويعني هذا بأن ثقة اللاعب في إمكاناته وقيمته تعطيه أولوية الظهور مع فريق الأكابر، بقي أن أؤكد بأن بعض المدربين هم من غذى ظاهرة الإنتدابات الكثيرة، لتأمين نسبة نجاحهم في مهامهم، وعادة ما يجنح هؤلاء المدربون إلى التعويل على أصحاب الخبرة باعتبار أنهم قادرون على تحقيق النتائج الطيبة ويكون ذلك على حساب أبناء النادي وخاصة الشبان منهم». نبيل بن عمارة «إتحاد بن قردان» : عدم صبر الأحباء على أبناء النادي وراء تكديس الانتدابات «لقد أصبح لأحباء النوادي دور رئيسي في جلب وانتداب ترسانة من اللاعبين مع حلول كل موسم، فيها الغث وفيها السمين وفيها حتى من هم أقل مستوى ممن هو موجود بالفريق، وذلك لرغبة هؤلاء الأحباء في حصد النتائج الإيجابية حتى وإن كان ذلك على حساب مستقبل الجمعية، خاصة في ظل الموارد المالية الشحيحة لمختلف أندية الرابطة الثانية، التي تبدو حسب رأيي غير قادرة على تأمين استقدام فيلق من اللاعبين مع كل موسم ولابد من مراجعة هذه السياسة عبر إعطاء الفرصة لأبناء الجمعيات والصبر عليهم حتى يشتد عودهم، حتى تتجنب الأندية الكم الهائل من المبالغ التي ترصدها لانتداب عشرات اللاعبين مع بداية كل موسم جديد». عماد المنياوي «توزر» : مصداقية المدرب تحدد اختياراته «بقدوم الإحتراف بات على بعض الأندية ممن لا تملك رصيدا بشريا قادرا على تثبيت أقدامها بالرابطة الثانية، انتداب ثلة من اللاعبين من ذوي القيمة الثابتة حتى يشتد التنافس بينهم وبين شبان النادي، بما يعود بالنفع على أبناء الجمعية، بقي أن أشير بأن مصداقية المدربين وشفافية اختياراتهم الفنية تعطي لكل ذي حق حقه بدون تبجيل ولا محاباة». سامي الطرخاني «جندوبة الرياضية» : الشيء إذا فات حده انقلب إلى ضده «ظاهرة الانتدابات الكثيرة في الرابطة الثانية قد تقضي على مستقبل بعض النوادي خاصة القادرة على تأمين عشرات الصفقات مع إطلالة كل موسم، ثم إن كثرة الانتدابات تقضي على حجم اللعب وتتطلب وقتا كبيرا لتدعيم عنصر اللحمة بين اللاعبين».