فجر الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي عدة قنابل في كلمته الافتتاحية بقمة عدم الانحياز في ايران والتي بدأها بالصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آل البيت وأصحاب النبي وخص منهم الصحابيين الجليليين أبو بكر وعمر قبل ان يوجه التحية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويشيد بدوره في كسر هيبة أمريكا. واعتبر مرسي أن البشرية تمر بواحدة من أهم لحظات التاريخ المعاصر بعد ثورة الشعب المصري السلمية، مضيفًا أن بداية الثورة كانت قبل ذلك بسنوات غير أنها تبلورت في ال25 من جانفي 2011، حيث تحرك المصريون على قلب رجل واحد ليغيروا نظاما استبد بهم ولم يكن يتحرك لمصلحتهم، مضيفا أن المصريين استطاعوا عبور مرحلة انتقالية صعبة فيها الكثير من التحديات وكانت وحدة الصف والفعاليات والأهداف والوحدة بين الجيش الأبي والشعب المناضل المواجه للاستعمار.
اشادة بجمال عبد الناصر
وقال مرسي ان على الحركة أن تتمثل بالثورة المصرية، مضيفًا أن مصر كانت من أوائل الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز لمواجهة كل أشكال الظلم، مضيفا: «كان عبد الناصر حينما انضم الى حركة عدم الانحياز يعبر عن ارادة مصر في كسر الهيمنة وفرض نظام عادل».
وقال مرسي عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال القمة: «بدايات حركة الانحياز كانت بمشاركة فعالة من مصر وتحت قيادتها، وعبد الناصر كان حينئذ معبرًا عن ارادة الشعب المصري في منع الهيمنة الأمريكية على شعوب العالم والمنطقة».
كما أكد مرسي حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة بكل أبنائه داخل وخارج الدولة الفلسطينية، مشددا على ضرورة توفير الدعم السياسي وغيره من أنواع الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة، وأضاف أن مصر مستمرة في رعاية المصلحة الوطنية الفلسطينية، ليقوم الفلسطينيون بالتركيز على القضية الرئيسية في مقاومة الاحتلال، منددا بالموقف الاسرائيلي بمنع بعض وزراء دول الحركة من دخول رام الله في 5 أوت لحضور مؤتمر وزاري بعاصمة الضفة الغربية.
وندد مرسي بعدم توقيع اسرائيل على معاهدة منع الانتشار النووي، مشيرا الى أن مصر ملتزمة بكل التزاماتها الدولية بما في ذلك تلك المعاهدة ولكنها تسعى لالزام كل الأطراف بها.
وقال مرسي انه يجب العمل على اصلاح توسيع حركة مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلا للنظام العالمي القائم في القرن ال21 وليس انعكاسا لما كان عليه الوضع في القرن الماضي، وبحيث تكون قراراته أكثر مصداقية، مضيفا أنه لم يعد مقبولا استمرار عدم تمثيل أفريقيا بالمقاعد الدائمة وضعف تمثيلها في الدول الأعضاء غير الدائمين، ودعا الى زيادة مساهمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في اتخاذ القرارات الدولية.
وتابع: نظام ادارة مجلس الأمن ظالم وآخر دلائل هذا الظلم هو الأزمة السورية والفيتو الذي حال دون حصول الشعب السوري على حقه من خلال مجلس الأمن، مضيفا أن مصر الجديدة بعد الثورة تنشد نظاما عالميا عادلا يخرج الدول النامية من اطار التهميش الى المشاركة، وقال: «عازمين على أن نكون طرفا فاعلا في النظام الدولي وادارته»، مشددا على أنه ليس من المنطقي أن يستمر تجاهل أسس الديمقراطية عالميا والدعوة لاحترامها محليا لأن احترامها يجب أن يكون على المستويين.
واعتبر مرسي أن النظام الدولي يتعرض لتحديات عدة، وأن التمييز والعنصرية والارهاب الدولي الممنهج وتغير المناخ وآفات الفقر والأمراض المتوطنة أحد أهم التحديات التي تواجهها، داعيا دول عدم الانحياز الى التنسيق مع مجموعة ال77 والصين لاقرار نظام عالمي أكثر اتزانا وعدلا.
وأبدى مرسي سعادته بتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز الى «الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة»، معربا عن أمله في أن يسهم ترؤسها للقمة تماسكها ويدعم دورها في اطار من الموضوعية والشفافية، وهو مطمئن لنقل الرئاسة الى ايران لحفاظها على الانجازات التي تحققت قبل أن يغادر العاصمة طهران نحو القاهرة بعد أن أدّى زيارة خاطفة لم تتجاوز الساعات السبت.
غضب نجاد
واستبقت كلمة مرسي التي أغضبت الرئيس الايراني أحمدي نجاد كلمة للمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي في افتتاح قمة دول عدم الانحياز استنكر خلالها محاولة «قوى السيطرة والاستكبار» المهيمنة على مقدرات العالم، داعيا الى تغيير العلاقات الدولية من علاقات قائمة على الخوف والتهديد وسمسرة الخونة المأجورين الى أخرى قائمة على المصالح السليمة المشتركة وعلى أساس المصالح الانسانية.
وأضاف خامنئي أن «قوى الهيمنة الغربية والادارة الأمريكية المتعدية المتعنتة» لن تسيطر على المستقبل، مشددا على أن أهداف دول عدم الانحياز تشمل التخلص من محاولات الهيمنة والسيطرة، لذا يجب على أعضائها، الذين يمثلون ثلثي دول العالم، ممارسة دورهم في التصدي لهيمنة النظام العالمي الظالم.
واعتبر خامنئي أن المناخ الدولي يبشر بتغير في ميزان القوى لاحداث تغير حقيقي في نظام ادارة العالم، مشيرا الى أن العالم يمر بمنعطف تاريخي حقيقي سينتج عنه ميلاد نظام عالمي جديد.
وأضاف خامنئي أن مجلس الأمن عبارة عن «ديكتاتورية منسوخة» يجب تغييرها لأنها مكنت أمريكا وعملاءها من فرض هيمنة أمريكا وحلفائها لمصالحهم تحت مفاهيم نبيلة.
وقال: «يدعون الديمقراطية وتأييد حقوق الانسان ليتمكنوا من التدخل العسكري، وفي الدول الأخرى يدعون مكافحة الارهاب ويصبون وابل قنابلهم على الشعوب العزل من السلاح»».