انقطاع في توزيع مياه الشرب بكامل منطقة وادي الخياط من معتمدية رواد    قرقنة: زورق إسعاف طبي ومروحية لنقل الحالات الاستعجالية إلى مستشفى صفاقس    تواصل البحث عن مفقودين تونسيين شاركوا في عملية 'حرقة'من سواحل قربة    القيروان: صاحبة محل حلاقة نسائي تقدم شهائد تكوين مزورة    غدا: انطلاق الدّورة 40 من صالون الابتكار في الصّناعات التّقليدية بالكرم    بقلم مرشد السماوي: آثارنا ومخزوننا التراثي مهدد بعبث الفاسدين وعصابات دولية.. فهل حان الوقت لبعث شرطة تراثية؟    جلسة عمل بين هيئة الانتخابات ومحكمة المحاسبات بخصوص تنقيح قرار ضبط قواعد تمويل الحملة الانتخابية    مجلس الهايكا يطالب بإطلاق سراح الصحفيين وإلغاء المرسوم عدد 54    تسهيل منح التأشيرات الإلكترونية لفائدة الأجانب محور مجلس وزاري مُضيّق    جيش الاحتلال: هناك حاجة ملحة للتوصل إلى صفقة الرهائن ولو بتقديم تنازلات    جلسة عمل بين وزير الدّاخليّة والمستشار الفيدرالي السويسري المكلف بالعدل والشرطة    إحالة 4 متهمين على القضاء بينهم بشير العكرمي وحبيب اللوز من اجل جرائم ارهابية    زغوان: استعداد جهوي تامّ لتأمين سير امتحانات الباكالوريا في كافة مراحلها    القاهرة تستعد لاستقبال 8 آلاف مشجّع من جماهير الترجي    رولان غاروس : أنس جابر تواجه لاعبة أمريكية في الدور الأول    بدعم من المجلس البنكي والمالي.. البنوك تمول الاقتصاد ب 106 مليارات دينار    قبلي: متابعة سير الموسم الفلاحي وتقدّم عملية حماية صابة التمور من الآفات والتقلّبات المناخية    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): حكام مباريات الجولة الثامنة    القيروان: احتراق 7 هكتارات من القمح و300 أصل زيتون بمعتمدتي الشبيكة وبوحجلة    محمد رمضان يحيي حفل نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والترجي    عاجل/ استئناف الحكم الصادر في حق مراد الزغيدي    صفاقس تفكيك عصابة لترويج المخدرات وغسيل الأموال...حجز 50صفيحة من مخدر القنب الهندي    تونس نحو إدراج تلقيح جديد للفتيات من سن 12    صفاقس: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه..    الكيان الصهيوني يوبخ سفراء إيرلندا والنرويج وإسبانيا    تسجيل 120 مخالفة اقتصادية في هذه الولاية    تونس توقّع اتفاقية تمويل مع صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي لفائدة الفلاحة المندمجة بالكاف    الخطوط التونسية: السماح لكل حاج بحقيبتين لا يفوق وزن الواحدة 23 كغ، و5 لترات من ماء زمزم    الجزائر: شاب يطعن شقيقته بسكين خلال بث مباشر على "إنستغرام"    منزل جميل: العثور على طفل ال 16 سنة مشنوقا    غرفة التجارة و الصناعة : '' ندعو إلى إنشاء خط مباشر بين بولونيا وتونس ''    الرابطة الأولى: الإتحاد المنستيري يرفض خوض الكلاسيكو إلى حين النظر في مطلبه    الرابطة الأولى: تعيينات حكام منافسات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة التتويج    بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الهمم: رؤي الجبابلي يحرز ميدالية برونزية جديدة لتونس    اقتراب امتحانات الباكالوريا...ماهي الوجبات التي ينصح بالابتعاد عنها ؟    نقابة الصيادلة : إزدهار سوق المكملات الغذائية مع إقتراب الإمتحانات.. التفاصيل    عاجل/ السعودية تعلن عن قرار جديد يهم الحج..    الإسباني بيب غوارديولا يحصد جائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي    اليوم.. خلايا رعدية ورياح قوية والحرارة تصل الى 42 درجة    مكلف بالإنتقال الطاقي : إنتاج 2200 ميغاوات من الكهرباء سيوفر 4500 موطن شغل    ايران: بدء مراسم تشييع عبد اللهيان في مقر وزارة الخارجية    علي الخامنئي لقيس سعيد : ''يجب أن يتحول التعاطف الحالي بين إيران وتونس إلى تعاون ميداني''    «مرايا الأنفاق» لبنت البحر .. أسئلة المرأة والحرّية والحبّ والجمال    جائزة غسّان كنفاني للرواية العربية بفلسطين ..«برلتراس» لنصر سامي في القائمة الطويلة    «حلمة ونجوم» تمدّ جسور التواصل بين تونس واليابان    ‬قصص قصيرة جدا    الإبادة وهجوم رفح.. العدل الدولية تحدد موعد الحكم ضد الكيان الصهيوني    قفصة: نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك لبيع الأضاحي    أتلانتا بطلا للدوري الأوروبي بعدما ألحق بليفركوزن أول هزيمة في الموسم    4 ألوان "تجذب" البعوض.. لا ترتديها في الصيف    قفصة: تقديرات أولية بإنتاج 153 ألف قنطار من القمح الصلب هذا الموسم    وزارة الصحة: جلسة عمل حول تركيز مختبر للجينوم البشري لتعزيز جهود الوقاية والعلاج من الأمراض الوراثية والسرطانية    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 22 ماي 2024    مسرحية "السيدة المنوبية" تفتتح الدورة الرابعة لأسبوع المسرح البلدي بتونس    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفجرنيوز"تنشر نص كلمة الرئيس المصري محمد مرسي التي القاها اليوم في قمة حركة "عدم الانحياز"بطهران
نشر في الفجر نيوز يوم 30 - 08 - 2012

طهران(ايران) الخميس 30 أوت 2012 في أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى إيران منذ 30 عاماً، ألقى الرئيس محمد مرسى كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لدول حركة "عدم الانحياز" في العاصمة الإيرانية طهران:
وفي ما يلى نص الكلمة:
"الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم صلي وسلم عليه وعلى آل بيته وصحبه وارض اللهم عن سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا"..السيد الرئيس محمود أحمدى نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، السادة اصحاب السمو والفخامة الملوك والرؤساء، ورؤساء الوزراء والوزراء
السيد ناصر عبد العزيز رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للامم المتحدة، السيد بان كى مون الامين العام للامم المتحدة والسادة الحضور.
أعلن افتتاح القمة 16 لحركة دول عدم الانحياز، يسعدنى ان اشارك معكم اليوم فى فاعليات القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز، تلك الحركة التى نجحت فى تحويل رؤى ابائها المؤسسين من مبادىء إلى افعال، ومن فكر إلى سلوك، ومن مكمن ضعف إلى مكمن قوة على الساحة الدولية.
ولا يفوتنى ان أجدد الشكر لجمهورية كوبا لما قدمته من عمل صادق لدفع مسيرة حركة دول عدم الانحياز خلال فترة عضويتها بتلك الحركة فى الاعوام التسعة الماضية، وأن أرحب بعضوية "تورويكا" الجديدة و الجمهورية البلوفيرية الفنزولاية التى ستصتضيف القمة السابعة عشر للحركة فى عام 2015 ان شاء الله.
أرحب بكل حب وإخلاص بالسيد بان كى مون أمين عام الأمم المتحدة والسيد ناصر عبد العزيز رئيس الورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة، وأن أثنى بحق على مشاركتهما فى فعاليات هذه القمة الهامة التى تنعقد بطهران.
نجتمع اليوم فى واحدة من أهم اللحظات فى تاريخنا المعاصر بعد ثورة مصر، بعد ثورية الشعب المصرى السلمية التى كانت بدايتها قبل ذلك بسنوات، ولكنها تبلوت فى الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 حيث تحرك المصريون على قلب رجل واحد ليغيروا نظاما استبد بهم ولا يتحرك لمصلحة هذا الشعب.
استطاع المصريون بفضل الله ثم بتضامنهم ووحدتهم ان يعبروا مرحلة انتقالية صعبة فيها الكثير من التحديات وكانت وحدة الصف ووحدة الفعالية ووحدة الأهداف وقوة الأداء وسلمية هذه الثورة وانضمام الشعب والجيش وتوحد هذه الفعالية بين جيش مصر الأبى وشعبها صاحب التاريخ الطويل فى النضال وفى الجهاد وفى مقاومة كل أنواع الظلم والاستعمار.
ولعل بدايات حركة دول عدم الانحياز كانت ايضا بمشاركة فاعلة بين من مصر بقيادتها حين إذن التى كانت تعبر عن شعبها فلقد كان عبد الناصر يعبر عن إرادة الشعب فى كسر الهيمنة الخارجية على إرادة الشعوب الناهضة فى ذلك الوقت. لقد مثلت الثورة المصرية فى الخامس والعشرين من يناير حجر الزاوية بالنسبة لحركة الربيع العربى، حيث كانت قبلها بأيام قليلة ثورة تونس ثم تلتها ثورة ليبيا واليمن والآن ثورة سوريا على النظام الظالم فيها.
لقد نجحت بفضل الله الثورة المصرية فى تحقيق اهدافها السياسية فى انتقال السلطة الآن إلى سلطة مدنية حقيقية تم انتخابها بارادة المصريين وحدهم، الآن مصر دولة مدنية بكل معنى الكلمة، الآن مصر هى الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التى يتولى ابنائها بارادتهم دفة امورهم كاملة.
أيها الإخوة الأحباب الحضور جميعا السيدات والسادة نحن جميعا الآن أمام تحديات كثيرة تواجهها دولنا الأعضاء، فالشعبان الفلسطينى والسورى يناضلان الآن ببسالة مبهرة طلبا للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، والنظام الدولى الراهن يتعرض لاختبارات عديدة، علي خلفية الأزمة العالمية وعجز الأجهزة المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، عجز عن الاضطلاع بمهامها.
كما تتعرض بعض دولنا لأخطار خارجية وداخلية غير مسبوقة وتتزايد علي الساحة الدولية مظاهر التمييز والعنصرية والتعصب والإرهاب الدولى الممنهج وتتفاقم معضلة تغير المناخ وتزداد معاناة بعض دولنا النامية من آفات الفقر والأمراض المتوطنة.
أيها الأخوة والأخوات أيها السيدات والسادة إن قدر حركة دول عدم الانحياز أن تلعب دورا محوريا في هذه اللحظات الفاصلة، فقد جاءت نشأة الحركة فى أوج الحرب الباردة وفى ظل نضال الشعوب المستعمرة حين إذن كانت للحصول علي استقلالها وسيادتها، وأرست مبادئها العشرة ركائز حماية المصالح السياسية والاقتصادية بل إن شئت قل الاجتماعية والثقافية والدينية لشعوب دولها، وعلى الرغم من تغير الخريطة السياسية ومعها تغير العلاقات بين الدول بل والتركيبة الدولية برمتها.
وعلى الرغم من كل ذلك فان الحركة قد حافظت على ثوابتها ولم تتغير بوصلتها ولم تنحرف عن المبادىء الاساسية التى نشات من اجلها بل استطاعت هذه الحركة بهذا الكيان الجامع حماية مصالح الدول النامية حديثة الاستقلال ونجح فى خلق مظلة دولية واسعة النظاق رسخت شرعية جديدة للسياسة الخارجية لدول عدم الانحياز، كانت ومازالنا نأمل ونصر على أن تبقى شرعية سمحت للدول حديثة الاستقلال حين إذن ان ترى منارة هدف جديد قائم علي مبادىء الحياد الإيجابى ومنع التحالفات القطبية وترسيخ مفهوم الاستقلالية الصحيح.
السيدات والسادة الحضور: إن العنوان الموضوعى الذى تم اختياره لقمتنا هذه هو "الحوكمة" العالمية المشتركة وعلاقتها بالسلام الدولى، هذا العنوان يعكس بوضوح رؤية يتعين أن تلتف حولها حركتنا بكل قوة، ونحن نرفع شعارنا نحو عالم اكثر عدلا، هل يمكن ان يتحقق هذا الشعار؟ وان يتحول إلى واقع هذا ما نسعى اليه وهذا ما نصر عليه، وهذا ما نتحرك من اجله جميعا، عازمين على ان نكون دائما طرفا فاعلا فى النظام الدولى وادارته
ان مصر الجديدة بعد الثورة المباركة فى 25 يناير 2011 تنشد نظاما عالميا عادلا يخرج الدول النامية من من دائرة الفقر والتبعية والتهميش إلى دائرة الرخاء والريادة والقوة والمشاركة الحقيقية فى الشأن العالمى وهو الأمر الذى لن يتحقق بغير الوصول إلى قناعة دولية بضرورة تطبيق المبادىء الديمقراطية على النظام الدولى والتعددية على منظومته السياسية فلم يعد أبدا مقبولا ان نحترم اساسيات الديمقراطية على مستوى الدولة الواحدة ونلفظها على المستوى الدولى بين الدول بعضها وبعض ولم يعد مقبولا أيضا ان نتطلع إلى مبادىء التعددية وننحيها جانبا فى ادارة العلاقات الدولية
ومن هنا وبهذه المعانى والارادة والنظرة الواعية للمستقيل فان مصر تؤمن بأن احدى الركائز الاساسية لهذا النظام الدولى العادل الجديد الذى نريده تكمن فى الاساس فى تعزيز مساهمة الدول النامية فى ادارة واصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية لضمان عدالة المشاركة فى صنع القرار وصياغة التوجهات على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولعل الخطو الأولى فى تحقيق هذه الهدف هى اصلاح وتوسيع مجلس الأمن بصورة شاملة ليكون أكثر تمثيلا للنظام العالمى القائم فى القرن الواحد والعشرين وليس انعكاسا لما كان عليه الوضع فى القرن الماضى وبحيث تكون قراراته أكثر مصداقية فلم يعد مقبولا علي سبيل المثال استمرار الظلم التاريخى الواقع على إفريقيا جراء عدم تمثيلها بفئة العضوية الدائمة بمجلس الأمن بل وبضعف تمثيلها بالعضوية الغير دائم
رغم أن الكثير من القضايا المثارة على أجندة مجلس الأمن الدولي تتعلق بالقارة الإفريقية والبتوازى ايضا علينا تفعيل دور الجمعية العامة للامم المتحدة وزيادة مساهماتها فى قضايا السلم والأمن الدوليين باعتبارها الجهاز الأكثر لدول العالم والشعوب والمؤسسة الأكثر تعبيرا عن رأى المجتمع الدولى، وقد شهدنا خلال الأشهر الماضية نماذج عدة لأهمية اضطلاع هذا الجهاز بدور أكثر فاعلية عندما شلت أيدى مجلس الأمن فى معالجة العديد من الأزمات بسبب حق الفيتو الذى يمنع الحلول الناجعة لتلك المشكلات، ولعل آخر تلك المشكلات التى مازالت تدمى قلوبنا جميعا الأزمة السورية
السيدات والسادة ان القضية الفلسطينية كانت منذ بداية حركة عدم الانحياز على راس اولويتها وستظل كذلك الى ان يتم التوصل الى حل عادل وشامل لها يضمن الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف يجعلها فقط للشعب الفلسطيني، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بارادته واقامة دولته الحرة على ارضه بارادة كل ابنائه داخل وخارج الارض الفلسطينية
واليوم ايها الاخوة نحن مطالبون باستمرار الوقوف بجانب هذا الحق وتوفير الدعم السياسي وغيره من انواع الدعم اللازم لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية بالمنظمة وتسليط الضوء على ما يعانيه هذا الشعب وخاصة سجانئه من ظروف صعبة يفرضها الاحتلال تتنافي وكل اعراف ومبادئ القانون الدولي والقيم الانسانية وحقوق الانسان عموم الانسان فضلا عن فريضة السماء ان يكون الناس احرارا في اوطانهم والا يطغى عليهم احد
ومن هنا اود ان اشيد بالإعلان الصادر عن الاجتماع الوزاري لمكتب تنسيق الحركة في شرم الشيخ في مايو الماضي حول السجناء الفلسطينيين والذى ابرز الاوضاع المؤسفة للأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية وان الحركة تتضامن مع نضالهم الشريف ومقاومتهم للاحتلال ومن جانبها سوف تدعم مصر أي تحرك فلسطيني في الجامعة العامة او مجلس الامن للانضمام للولايات المتحدة اذا ما قررت القيادة الفلسطينية ذلك وسنستمر في رعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية لدعم وحدة الصف الفلسطيني ومن هنا احث الاخوة الفلسطيني بمختلف توجهاتهم على ان يتموا المصالحة وان ينتقلوا الى تنفيذ ما تم التوصل اليه مؤخرا دون الالتفات الى خلافات ضيقة فيما بينهم حتى يمكنهم التركيز على قضيتهم الحقيقة وهي مقاومة الاحتلال والتحرر منه
ولا يسعني هنا أن أغفل أو أغض الطرف عن الإجراء الاسرائيلي الاخير بمنع بعض وزراء دول الحركة من الدخول إلى رام الله للمشاركة في الاجتماع الوزاري الطارئ للجنة فلسطين والأراضي الفلسطينية في 5 أغسطس الماضي وهو الإجراء الذى استنكرته مصر ودول الحركة.
السيدات والسادة إن تضامننا مع نضال أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي، بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية ينبع من ايماننا بمستقبل قادم لسوريا الحرة الابية وعلينا جميعا ان نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا وان نترجم تعاطفنا هذا الى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي الى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة وفي نفس الوقت يحفظ سوريا من الدخول في دائرة الحرب الاهلية او السقوط في هاوية التقسيم والصدام الطائفي ومن هنا تأتي اهمية توحيد صفوف المعارضة بما يؤمن مصالح كل اطياف المجتمع السوري بدون تفرقة او تمييز ويحفظ وحدة السلام لهذه الدولة الشقيقة ولهذا الشعب الحبيب وان مصر من جانبها على اتم استعداد للتعاون مع كل الاطراف سعيا لحقن الدماء والاتفاق على رؤية واضحة للمبادئ التي ستقوم عليها سوريا الحرة الجديدة تدشينا لمرحلة بناء ونهوض يطوق اليها كل سوري مخلص لوطنه وشعبه واهله وتاريخه ولقد تقدمت مصر بمبادرتها في هذا الشأن في مؤتمر مكة في أخر رمضان الماضي وتدعو الأطراف الفاعلة لأخذ الخطوات اللازمة لايجاد الحل المناسب للخروج من هذه المحنة الذي يعاني منها الشعب السوري
ان نزيف الدم السوري في رقابنا جميعا وعلينا ان ندرك ان هذا الدم واوليائه لا يمكن ان يقف او يتوقف بغير تدخل فاعل منا جميعا لوقف هذا النزيف
السيدات والسادة نواجه جميعا تحديات اضافية اخرى تتطلب منا مواصلة تعزيز وتعميق اواصل التعاون بين بلادنا لتحقيق تطلعات شعوبنا المشتركة فعلى الر غم من الدور المحوري لحركة عدم الانحياز في مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية عام 2010 في اعتماد اربع خطط عمل حينئذ من بينها خطة عمل بشان الشرق الاوسط تضمنت خطوات محددة لعقد مؤتمر دولي في نهاية العام الجاري لإخلاء كل المنطقة من السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط
على الرغم من هذا الاتفاق الا انه لايزال امامنا تحديات جمة في سبيل تحقيق هذه الاهداف وتحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي بحيث تنطبق على الجميع بما في ذلك منطقة الشرق الاوسط التي انضمت جميع دولها الى المعاهدة باستثناء إسرائيل، وعلينا ايضا في نفس المقام الحفاظ على موقفنا الثابت بحق وهذا ايضا هو موقف مصر معكم الموقف الثابت بالتمسك بحق الاستخدام السلمي للطاقة النووية لأغراض سلمية مع الاحترام الكامل للالتزامات الدولية التي تفرضها معاهدة منع الانتشار النووي في هذا المجال
وعلى المستويين الاقتصادي والاجتماعي يتعين ايضا الاستمرار في تفعيل التنسيق بين حركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 والصين لتحقيق الاهداف المشتركة للدول النامية في مختلف المجالات بما يعزز التعاون بين دول الجنوب، جنوب من جانب ومع مواصلة الحوار مع شركائها الدولين واخريين من جانب اخر وعلينا ايضا التركيز على تنفيذ ما تحقق من انجازات في مجال تنفيذ اهداف الالفية والبناء على مؤتمر ريوزاد20 في البرازيل وتحقيق التوازن المطلوب والحفاظ على قواعد التعامل الدولي في مجال التنمية المستدامة وتوفير مناخ دولي يدعم جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالاضافة الى تكثيف الاهتمام بقضايا الشباب لتحقيق تطلعاتهم الى مستقبل افضل ومواصلة جهود تمكين المراة ومنع كافة اشكال التمييز ضدها
لقد ارتبط نجاح حركة عدم الانحياز بوحدة مواقفها واحترامها للتنوع بين اعضائها مما عزز من قدراتها على التفاعل المستمر مع المتغيرات الدولية دون التخلي عن ثوابت الحركة وبات علينا اليوم اكثر من أي وقت مضى ان نتمسك بمبادىء الحركة واهدافها نترجم الزيادة العددية للدول الاعضاء في الحركة الى زيادة نوعية تتناسب مع قدرتها على التاثير في الاحداث العالمية وفي ادارة شؤون العالم
ولقد حُملت مصر هذه الرسالة خلال الاعوام الثلاثة الماضية بكل امانة ولم تدخر جهدا في سبيل الدفاع عن مصالح دول الحركة على الرغم مما كانت تعاني منه مصر في ظل هذه الاونة والحفاظ على تماسكهم في التعامل مع احداث وتغيرات فارقة حدثت خلال السنوات الثلاثة الماضية
واليوم جئنا هنا لنسلم رئاسة الحركة من مصر الى الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة وكلنا امل قدرتها على قيادة الحركة على نحو يحافظ على تماسكها ويدعم ويقوى دورها على الساحة الدولية فى اطار من الموضوعية الشفاية والواقعية وبما يساهم فى البناء على الانجازات التى تحققت على مدار نصف قرن من تاريخ الحركة.
وفى نفس الوقت فان مصر الثورة ستمد يدها بكل اخلاص للتعاون والتواصل مع جميع اعضاء الحركة وستظل مصر دائما فى طليعة بذل الجهود الدولية لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة لجميع الشعوب وسنحافظ على التزامنا بدعم الحركة للاضطلاع بدورها المشهود لتحقيق السلام الدائم الشامل العادل، والمشاركة الفاعلة فى الحوكمة العالمية من اجل الوصول إلى نظام دولى افضل اكثر عدلا يعبر عن مصالح الجميع بصورة متوازنة دون مبالغة فى مراعاة البعض او تفريط فى حقوق البعض الاخر.
ايها الاخوة الحضور جميعا من هذا المكان احيكم وانا اختم كلمتى واشكركم، واشكر الجمهورية الاسلامية الايرانية على هذا الاستضافة، واود مع نهاية كلمتى ان اقدم تقريرا عن الاداء الخاص بانشطة رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز .
السيد الرئيس محمود احمدى نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السادة رؤساء الدول والحكومات السادة رؤساء الوفودو والسادة الحضور " يسعدنى ان اقدم لمؤتمر القمة 16 لحركة عدم الانحياز تقرير اداء مفصل لنشاط الرئاسة المصرية للحركة يتضمن ما تم تنفيذه من خطة عمل شرم الشيخ منذ انعقاد مؤتمر القمة الخامس عشر للحركة فى مدينة شرم الشيخ فى يوليو عام 2009 وحتى انعقاد قمتنا اليوم ، ويعكس التقرير الوارد جميع انشطة حركة عدم الانحياز فى المحافل الدولية المختلفة تنفيذا لجميع الوثائق الصادرة عن قمة شرم الشيخ وعلى رأسها الوثيقة الختامية للقمة التى تتضمن المواقف المتفق عليها بين الدول الاعضاء فى حركة عدم الانحياز تجاه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لدولنا على المستوى الدولى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ولا يفوتنى التأكيد على نجاح رئاسة الحركة قدر المستطاع فى تنفيذ خطة العمل التى لم يكن جهدا فرديا من جانب مصر فقط وانما جاء نتيجة تعاون وتضافر جميع الدول الاعضاء فى حركة عدم الانحياز ودعمهم المتواصل بدور الرئاسة من اجل تعظيم قدرة الحركة على التعامل مع المتغيرات والمستجدات العالمية وعلى مواجهة الازمات والتحديات وعلى رسم رؤية واضحة للمستقبل تتصف بالاستمرارية والتطور الايجابى الفعال دون التخلى مبادىء الحركة او اهدافها .
لقد ساهم الاداء المتميز لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز فى نيويورك بما فى ذلك مجموعات العمل المنبثقة عنه فضلا عن التنسيق الفعال مع تجمعات دول الحركة فى مختلف المنظمات الدولية ذلك فى تمكين الحركة من التحدث بصوت واحد الاستجابة بفاعلية لتطورات التى طرات باستمرار على الساحة الدولية.
ويوضح التقرير ايضا مختلف الانشطة التى اضطلعت بها رئاسة مصر للحركة تنفيذا لخارطة الطريق التى وضعتها قمة شرم الشيخ بشان التعامل مع جميع القضايا المعاصرة بداية بموضوعات نزع السلاح والامن الدولى وحفظ وبناء السلام وحقوق الانسان والحريات الاساسية بما فى ذلك حق الشعوب فى تقرير مصيرها ولا سيما دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى بالاضافة إلى العمل على احلال السلام العادل الشامل فى منطقة الشرق الاوسط هذا مرورا بالموضوعات المرتبطة باصلاح الاجهزة الرئيسية للامم المتحدة لجعلها اكثر تمثيلا وديمقراطية مثل تفعيل دور الجمعية العامة للامم المتحدة وتوسيع واصلاح مجلس الأمن وتعزيز دور المجلس الاقتصادى والاجتماعى وصولا إلى قضايا التنمية وتحقيق اهداف الالفية وتمكين المراة، واخيرا مكافحة الارهاب الدولى والاتجار فى البشر وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والاديان .
ويتضمن التقرير ايضا نشاط الرئاسة فى تنفيذ الاعلان الخاص بانهاء الحصار الاقتصادى والتجارى والمالى الجائر المفروض من الولايات المتحدة الامريكية على كوبا، كما يتضمن تنفيذ الاعلان الخاص باعتبار يوم 18 يوليو من كل عام يوما عالميا للاحتفال بانجازات الرئيس نيلسون منديلا الذى توج بنجاح الحركة فى دفع الجمعية العامة للامم المتحدة لاعتماد قرار عالمى بهذا المعنى بتوافق الاراء فى دورتها الرابعة والستين عام 2009 تقديرا لجهود الرئيس منديلا ودوره القيادى فى القضاء على العنصرية والترويج لثقافة السلام.
وختاما ايضا يؤكد التقرير اهمية استمرار التنسيق والتعاون بين حركة عدم الانحياز ومجموعة ال77 والصين اللذين يمثلان اكبر تجمعان للدول النامية على الساحة السياسية والاقتصادية.
وفى نهاية كلمتى اود ان اؤكد لكم مجددا استمرار مصر معكم فى بذل الجهود والتنسيق مع رئاسة إيران الشقيقة حركة دول عدم الانحياز فى السنوات القادمة والرئاسات التى تليها ومع جميع الدول الاعضاء للبناء مع حققناها سويا منذ نشاة الحركة على مدار اكثر من 50 عاما.
واننى على ثقة تامة بأن الرئاسة الايرانية سوف تمضى بنجاح فى تنفيذ خطة العمل التى ستصدر عن قمتنا هذه تحقيقا لاهداف وتطلعات شعوبنا نحو مستقبل افضل لهذه الشعوب ولكل شعوب العالم وتضامنا اكبر ونجاحا اوفر..والسلام عليكم ورحمة الله"
(الأناضول)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.