تسلمت إيران من مصر رئاسة حركة عدم الانحياز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ال16 للحركة التي بدأت في طهران أمس وستختتم اليوم الجمعة والتي تضمنت دعوات لإقامة نظام دولي جديد إضافة إلى تشكيل لجنة ثلاثية لحل الأزمة السورية. وافتتح الرئيس المصري محمد مرسي القمة -التي تنعقد بمشاركة ممثلين عن 120 دولة من بينهم 29 رئيس دولة وحكومة- بوصف مصر رئيسة للحركة قبل أن يتسلم رئاستها من الرئيس مرسي الرئيس محمود أحمدي نجاد للسنوات الثلاث المقبلة.
واقع أفضل
من جهته , اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن القمة تهدف للوصول إلى واقع أفضل للعالم. وتحدث نجاد عن وجود بعض الدول والمجموعات والقوى التي تسيطر على العالم وتعمل على نهب ثروات وممتلكات دول أخرى، واتهم تلك الدول باستغلال موارد الآخرين، واحتكار العالم لخدمة مصالحها، واتهم صندوق النقد الدولي بتبرير أفعال وسياسات هذه الدول ومساعدتها.
وأكد نجاد في كلمته التي لم يتطرق فيها لبرنامج بلاده النووي، أن مبيعات الأسلحة مربحة جدا، وهو ما يدفع بعض الدول لفرض الصراعات على العالم لكي تزيد من أرباحها.
ولمواجهة هذه الوضعية ناشد الرئيس الإيراني الدول التي تعاني من هذه السياسة الوقوف ضد هذا الاستغلال، ومحاولة تغيير الوضع، وقال «يجب أن نجد أساليب جديدة للتجارة وتبادل العملات ونتخلص من سيطرة العملة الواحدة، ونتمكن من زيادة نفوذنا على الحوكمة العالمية، وأن نستحدث مؤسسات جديدة لزيادة الاستثمار وتمكين الشباب والنساء، لتحقيق أكبر إفادة من القوى العاملة».
في المقابل انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران بسبب رفضها تطبيق قرارات الأممالمتحدة المتعلقة ببرنامجها النووي، ودعا طهران إلى «الالتزام الكامل» بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتعاون بعمق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحثّ بان «كل الأطراف» في الأزمة النووية الإيرانية على «وقف التهديدات الاستفزازية» التي يمكن أن «تتطور سريعا إلى دوامة عنف»، في إشارة إلى تهديدات إسرائيل بشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل.
وانتقد بان «المحاولات المستهجنة لإنكار حقائق تاريخية مثل محارق النازية»، واعتبر أن «الزعم بأن إسرائيل ليس لها الحق في الوجود أو وصفها بعبارات عنصرية ليس من الخطإ وحسب بل يقوض المبدأ الذي تعهدنا جميعا بالحفاظ عليه». حسب زعمه.
لجنة ثلاثية
وخلال الأعمال التحضيرية للقمة أعلنت إيران أنها تعتزم اقتراح تشكيل لجنة ثلاثية من حركة عدم الانحياز، مع اثنتين من دول الجوار أيضا، للمساهمة في تسوية الأزمة السورية.
وأوضح رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن الاقتراح هو تشكيل لجنة ثلاثية من أجل سوريا، تضم مصر وإيران وفنزويلا، وستضم أيضا العراق ولبنان المجاورتين لسوريا».
وذكرت شبكة «خبر» الإيرانية أن طهران طلبت من الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز الدفع في اتجاه إنشاء محكمة جرائم حرب ضد إسرائيل. ونقلت عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله إن هذه المبادرة ستمنع إسرائيل أيضا من اقتراف المزيد من جرائم الحرب ضد الفلسطينيين. وتشكلت حركة عدم الانحياز في العام 1961 أثناء الحرب الباردة من 120 بلدا تمثل معظم دول العالم النامي في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية التي تعد نفسها غير منحازة سواء لواشنطن أو موسكو.