يزور اعتبارا من السبت كل من فنزويلا ونيكاراغوا والاكوادور الدول الثلاث المعروفة بمناهضتها للسياسة الاميركية وذلك في مسعى لحشد الدعم لبرنامج ايران النووي. وتامل الجمهورية الاسلامية التي فرض عليها مجلس الامن الدولي عقوبات بسبب برنامجها النووي في الحصول على الدعم الدبلوماسي من عدد من الزعماء اليساريين الذين تولوا السلطة في اميركا اللاتينية خلال السنوات القليلة الماضية. وسيلتقي احمدي نجاد خلال زيارته التي تستغرق اربعة ايام رؤساء كل من فنزويلا والاكوادور ونيكاراغوا ورئيس بوليفيا المعروفين بانتقاداتهم لواشطن وتبنيهم لسياسات اقتصادية يسارية. ويعتبر شافيز اهم هؤلاء الحلفاء. فقد تعهد شافيز باقامة نظام اشتراكي في بلاده واصبح من اشد المؤيدين لسياسات احمدي نجاد الخارجية. وانفردت فنزويلا في معارضة قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايلول/سبتمبر 2005 الذي اقر بان ايران انتهكت الضوابط النووية واعربت فنزويلا منذ ذلك الحين عن دعمها لحق ايران في تخصيب اليورانيوم. وكان احمدي نجاد صرح خلال زيارته الاخيرة لفنزويلا في ايلول/سبتمبر "هوغو (شافيز) هو اخي" مضيفا "ان هوغو هو بطل النضال ضد الامبريالية". وقال احمدي نجاد خلال الزيارة التي افتتح اثناءها الزعيمان بئر نفط جديد مشترك "فنزويلا وايران اظهرتا انهما معا وبعيدا عن الهيمنة والامبريالية الاميركية تستطيعان العمل معا والتحسن". وايران هي رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) فيما تعتبر فنزويلا كذلك من اكبر دول المنظمة وتامل في ان يحولها حزام اورينوكو النفطي الى واحدة من اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم. والى جانب تعزيز العلاقات السياسية بينهما اتفق البلدان على اقامة شركة مشتركة باسم "ايرانفنزويل" للتنقيب عن النفط وتطويره في المستقبل القريب. ونقلت صحيفة "كيهان" الايرانية عن بيان رسمي قوله ان "الرئيس محمود احمدي نجاد سيغادر طهران مساء الجمعة للقيام برحلة الى فنزويلا ونيكاراغوا والاكوادور". واضافت ان "احمدي نجاد سيبدأ جولته بزيارة الى فنزويلا لاجراء محادثات رسمية مع نظيره هوغو شافيز". وانضمت روسيا والصين الى غيرها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن في التصويت بالاجماع لصالح فرض عقوبات على ايران بسبب عدم تعليقها عمليات تخصيب اليورانيوم مما يزيد من اهمية تشكيل ايران تحالفات مع دول اخرى. وتعتبر فنزويلا والعديد من دول اميركا اللاتينية الاخرى اعضاء في حركة عدم الانحياز التي دعمت في قمتها العام الماضي بقوة حق ايران في الطاقة النووية. وبعد زيارته التي تستمر يوما واحدا الى كراكاس من المقرر ان يتوجه احمدي نجاد الى مناغوا لاجراء محادثات مع رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا العدو السابق للولايات المتحدة والذي من المقرر ان يتولى مهام منصبه الاربعاء. وكان اورتيغا زعيما ماركسيا سابقا للجبهة اليسارية التي اطاحت بدكتاتور مدعوم من الولاياتالمتحدة عام 1979 وقاتل ضد متمردي الكونترا الذين مولتهم الولاياتالمتحدة خلال الثمانينات. وسيشارك احمدي نجاد الاثنين في حفل تنصيب رئيس الاكوادور الجديد رافايل كوريا الذي فاز بالرئاسة في الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حسب البيان. وكان كوريا قد تعهد بالسعي لاقامة علاقات اقوى مع فنزويلا ومعارضة اتفاق تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة وعدم تجديد ايجار قاعدة جوية اميركية على ساحل المحيط الهادي في الاكوادور. وقال كذلك ان الاكوادور التي تصدر معظم انتاجها من النفط البالغ 450 الف برميل يوميا الى الولاياتالمتحدة يجب ان تنضم مجددا الى اوبك بعد خروجها منها في عام 1992. كما سيجري الرئيس الايراني لقاءات مع رؤساء اخرين في اميركا اللاتينية ومن بينهم الرئيس البوليفي ايفو موراليس على هامش حفل تادية اليمين قبل ان يختتم جولته الثلاثاء.