افتتح التيّار الوطني الديمقراطي الموحّد مؤتمره التأسيسي عشية أمس الجمعة وسط أجواء حماسيّة رفعت شعارات تنادي بالوحدة وبالمضي نحو تحقيق أهداف الثورة. وقد حضرت افتتاح هذا المؤتمر الذي استضاف المعارضة وقاطع أحزاب السلطة شخصيات حزبية بعضهم شركاء التيّار الوطني في الجبهة الشعبية، تضمّ 12 حزبا يساريا، مثل حمة الهمامي (حزب العمال التونسي) ومحمد البراهمي (حركة الشعب) وعثمان بلحاج عمر (حركة البعث) ونزار عمامي (رابطة اليسار العمالي) ومصطفى زيتوني (حزب تونس الخضراء) ومنير كشرود (الحزب الشعبي للحرية والتقدم) وحياة حمدي (حزب الطليعة العربي الديمقراطي) وحبيب منصور (الجبهة الشعبية الوحدوية) وممثل عن حزب النضال التقدمي. وبعضهم الآخر أحزاب من صديقة كما سمّاها رئيس المؤتمر التأسيسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد عبيد البريكي منهم جنيدي عبد الجواد ممثل حزب المسار الاجتماعي الديمقراطي والشاذلي الفالح ممثل الحزب الجمهوري وكان شكري بلعيد قد أعلن عشيّة انعقاد المؤتمر أنّه لم يتم توجيه الدعوة لحزب حركة نداء تونس كما يرفض الوطنيون الديمقراطيون دعوة الأحزاب الحاكمة بذريعة أنّ «الحكومة الحالية حكومة التفاف على أهداف الثورة وهي لا تلتقي مع الوطنيين الديمقراطيين وبالتالي هي ليست أحزابا صديقة» بحسب شكري بلعيد.
جبهة سياسية تقدمية
دعا عبيد البركي رئيس المؤتمر في كلمته التي افتتح بها أشغال المؤتمر الى تشكيل جبهة سياسية تقدمية سمّاها بالتكتل من أجل مواجهة قوى الردة والظلام قائلا «المجد كل المجد للقوى الديمقراطية والاحزاب السياسية المناضلة المجد لكل هؤلاء الذين بدؤوا يلتقون عن وعي ودراية من أجل تونس أفضل تونس التي تواجه مسار الالتفاف على الثورة».
كما قال البريكي «بدأتم بتوحيد مجموعتين، حركة الوطنيين الديمقراطيين والتيار التوحيدي المنسلخ عن حزب العمل الوطني الديمقراطي، وسيكون ذلك أول الغيث». وقال البريكي إنّ ثورة تونس لم تكن «ثورة ياسمين» ولا «ثورة جياع» بل كانت ثورة كرامة فيها البعد الاجتماعي والسياسي ثورة من أجل اعلام حر وقضاء مستقل ومن أجل العدالة والحق في الشغل وثورة انتخابات شفافة وديمقراطية.
وانتقد رئيس المؤتمر التاسيسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد معركة الشرعية التي تُدارُ رحاها بين قوى السلطة وقوى المعارضة قائلا «شرعية الصندوق ستُقْبَل إن اقترنت بالحق في التعبير والنقد والحق في المعارضة مؤكدا أن أحزاب السلطة تبرر فشلها باتهام المعارضة بالتآمر أولا والحال أنه لم يكشف بعدُ عن هذه المؤامرة ثمّ اتهموا الاعلام بأنه يفسد البلاد ثمّ اتهموا الشيوعيين ثمّ اتحاد الشغل وحتّى رجال الامن لم يسلموا منهم». وأكّد البريكي على الحاجة للوحدة والتوحّد من أجل «تونس أفضل ممكن».
أي مصير لشكري بلعيد؟
وعلى عكس كلمة عبيد البريكي التي قاطعها المؤتمرون أكثر من مرة لرفع