تنهي قوات ما يسمى «الدفاع الاسرائيلي» الأسبوع القادم مناورات وصفت بالهامة وقيل انها الحلقة الاخيرة قبل صدور قرار باعلان الحرب على «حزب الله» والجيش اللبناني وهي حرب يريدها الصهاينة مدمرة وقد بدأ حزب الله في الاستعداد لها. أكدت مصادر متطابقة أن اسرائيل تستعد لعدوان واسع على لبنان في الأيام القادمة في محاولة منها لاستغلال الأزمة السورية لخدمة مصالحها الاستراتيجية. ولاحظت المصادر أن طلب اسرائيل نشر قوات دولية على الحدود بين سوريا ولبنان يرمي عمليا لقطع طريق امدادات محتمل لحزب الله.
أعلن نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم امس الأول رفض حزبه القاطع لنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية واصفاً الأمر بالمشروع «الصهيوني». وقال قاسم، في كلمة له خلال احتفال تخريج مجموعة من الدورات الثقافية في جمعية المعارف الإسلامية «إن حزب الله يرفض تدخل لبنان في الشؤون السورية، ويرفض رفضا قاطعا استقدام قوات دولية إلى الحدود الشمالية، وهي مشروع صهيوني بامتياز لتخريب لبنان كما سوريا». عدوان واسع
قال مصدر اوروبي ان التوقعات تشير إلى اقتراب شن اسرائيل هجوم عسكري هو الأوسع حتى الآن على «حزب الله» والجيش النظامي الحكومي في لبنان, سيشمل معظم البنى التحتية الاقتصادية والامنية العسكرية.
ونقلت صحيفة السياسة الكويتية أمس عن نائب بلجيكي يمثل الحلف الأطلسي في البرلمان الأوروبي قوله «ستشكل مراكز حكومية مثل وزارتي الدفاع والخارجية وإدارتي الاستخبارات وقوى الامن الداخلي ومواقع الاحزاب في العاصمة بيروت والمناطق الأخرى, اهدافا يجري تدميرها في الهجمات الجوية والصاروخية في الايام الثلاثة الاولى للحرب, الى جانب 120 هدفا صاروخيا وموقعا عسكريا ومقرا قياديا ل«حزب الله» و«حركة امل» في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت وصولا الى اقصى المرتفعات الجبلية في شمال لبنان.
وتوقع البرلماني «الاطلسي» في تصريحات, ان تكون المناورات العسكرية التي تشمل مهاجمة مجسمات تمثل عددا من القرى الحيوية الشيعية التي تزعم الاستخبارات العسكرية العبرية «امان» انها مدججة بالصواريخ والمقاتلين قرب الحدود والخط الازرق.
و تجرى المناورات الاسرائيلية قبالة بلدة العديسة اللبنانية منذ الثلاثاء الماضي وتستمر لحوالي اسبوع, وهي آخر المناورات لقوات «الدفاع الاسرائيلية» قبل صدور الاوامر العليا ببدء الحرب.
ولفتت مصادر لبنانية الى اقدام عدة دول غربية و عربية على سحب رعاياها من لبنان بالرغم من كون الأزمة متفجرة في سوريا وليس في لبنان.
حزب الله يستعد
وكشفت جهات حزبية في «حركة أمل» الشيعية في باريس أن «حزب الله والحركة وضعا آلافاً من عناصرهما القتالية في حالة تأهب في جنوب الليطاني وشماله والبقاعين الاوسط والشمالي وفي بيروت وضواحيها والخط الساحلي الجنوبي, خوفاً من هجوم جوي اسرائيلي محتمل رداً على هجوم بلغاريا, التي اشارت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية «سي اي ايه» إلى انه صناعة ايرانية, ما اعتبرته طهران وحسن نصرالله ضوءاً أخضر لتل أبيب لشن حربها المؤجلة على لبنان منذ سنوات.
وألمحت الجهات الحزبية الشيعية الى ان قيادات الحزب والحركة في ضاحية بيروتالجنوبية ومناطق اخرى محيطة بها «انتقلت من اماكن سكنها العادية الى منازل وشقق اخرى معظمها في المرتفعات الجبلية المشرفة على بيروت, فيما نُقل الامين العام لحزب الله من مكان إقامته (مخبئه) الذي يتنقل بينه وبين عشرات المنازل الاخرى منذ حرب جويلية 2006, الى مكان آخر».
وقال النائب عن حركة «أمل» في باريس ان «ضعف وهزال مواقف السلطات اللبنانية تدفع اللبنانيين بقوة نحو حرب اهلية مذهبية وطائفية تحاكي في عنفها الحرب الدائرة في سوريا, وعليها بالتالي سلوك واحد من طريقين: إما استخدام صلاحياتها الدستورية الواضحة من دون محاباة او خوف او مسايرة منها لتفجر البلد من الداخل, وإما تقديم استقالتها كي لا تتحمل مستقبلا مسئولية الكوارث التي ستحصل وتحاسب عليها».