في لقاء لا خيار فيه أمام النادي النيجيري سان شاين الا تحقيق الفوز في حين يكفي الترجي نقطة للتأكد من تصدر المجموعة دخل الفريقان الشوط الاول بحذر مبالغ فيه حيث غابت الفرص الواضحة الا واحدة لصالح سان شاين. اختار نبيل معلول التعويل على يوسف المساكني والبلايلي منذ بداية اللقاء بالتعويل على الاول في خطة هجومية صريحة لمساندة نيانغ في حين اعتمد الثاني كصانع ألعاب اذ تيقن معلول ان محور دفاع سان شاين ضعيف ويمكن مباغته باللمسات الممتازة للبلايلي لثنائي الهجوم نيانغ والمساكني.
البلايلي الاستثناء
في الشوط الأول انحصر اللعب في نصف الساعة الاولى في وسط الميدان رغم تفوق الترجي في امتلاك الكرة لكن بلا فائدة تذكر حيث غابت الفرص الخطيرة الا واحدة لنيانغ الذي كان وجها لوجه مع الحارس النيجيري الا ان هذا الاخير تصدى ببراعة في هذا الشوط بدا لاعبو الترجي في غير يومهم اذ لم نر منهم خطورة هجومية واضحة وكان الاستثناء يوسف البلايلي الذي قام بدوره كصانع ألعاب على أفضل وجه وموّل ينابغ والمساكني بكرات ثمينة تعكس حسن نظرته للميدان وحسن اختياره لتوقيت تمرير الكرة لكن لا نيانغ ولا المساكني استثمرا تلك الكرات رغم أنهما كانا في كل مرة في موقع ممتاز، وهذا ما دفع البلايلي الى الاعتماد على مهاراته في المراوغة فحاول مرتين التسديد بعد سلسلة من المراوغات الجميلة في الدقيقتين 24 و35 الا أن محاولتيه ضاعتا الاولى بفضل تكاثف المدافعين النيجيريين ومحاصرته من كل جهة والثانية تصدى لها الحارس.
استفاقة نيجيرية
خلال نصف الساعة الاولى لم نر هجمات خطيرة لسان شاين اذ فشل هذا الفريق في الوصول الى مناطق الترجي نظرا لاعتماد معلول على الراڤد والمولهي كوسط ميدان دفاعيين نجحا في ايقاف لاعبي سان شاين في وسط الميدان اضافة الى ان بن منصور والهيشري لم يغادرا منطقة فريقهما ولم يجازفا بمعاضدة الهجوم خوفا من مفاجأة نيجيرية أثبت سان شاين في لقاءاته الفارطة انه قادر عليها. الظهيران الترجيان كان دورهما دفاعيا ايضا وأغلقا الممرين الأيمن والأيسر أمام مهاجمي سان شاين الذين لم يصنعوا الخطر الا في الدقيقة 32 بعد بهتة دفاعية وتمريرة في العمق كاد يستغلها سان شاين لولا يقظة بن شريفية الذي نجح في التصدي للكرة على مرتين. بعد أن غير الترجي زيه لتشابه ألوانه مع زي سان شاين دخل أبناء نادي باب سويقة الشوط الثاني بقوة كبيرة وبدا المساكني في أفضل حال وتخلى عن سلبية الشوط الاول فراوغ في البداية ومرر الى نيانغ لكن هذا الاخير اختار التمرير عوض التسديد في الثانية مرر المساكني كرة ممتازة الى البلايلي لكن الجزائري مرت كرته جانبية رغم موقعه الممتاز جدا ليضيع هدفا محققا.
«نيران صديقة» بعد تعديل الأوتار
في الدقيقة 51 نجح يوسف المساكني في حل عقدة الترجي وسجل الهدف الذي انتظره جمهور نادي باب سويقة ليرتاح نسبيا على مصير المباراة ويخرج منافسه من مناطقه الخلفية. الهدف سجله مدافع نيجيري ضد مرماه بعد توغل للمساكني الذي وزع الكرة وتدخل المدافع كان حاسما ليغالط حارس مرماه. هذا الهدف وما سبقه من تألق للمساكني أكد خطأ معلول في الشوط الأول حين اعتمد على المساكني على الجهة اليسري من هجوم الترجي وعدم ترك الحرية للاعب ليتحرك كما يشاء... معلول منح للاعبه هامشا أكبر من الحرية فتحررت قدماه ونجح في صنع الخطر انطلاقا من وسط الميدان بالاعتماد على فنياته وسرعته. البلايلي واصل تألقه وأقلق كثيرا راحة المدافعين النيجيريين وكان خطرا متواصلا عليهم وأثبت ان مكانه في التشكيلة الأساسية ليس محل نقاش وساهم في تخفيف المحاصرة المضروبة على المساكني الذي سعى مدرب سان شاين أوغو مبوتا الى الحد من خطورته بأن أوصى مدافعيه بممارسة ضغط كبير عليه كلما كانت الكرة بحوزته لكن تألق البلايلي وصنعه للخطر خاصة في الشوط الأول جعل مدرب سان شاين يراجع حساباته ووزع المحاصرة بين البلايلي والمساكني.
«الماكينة» الترجية تستعيد توازنها
خلال الشوط الثاني بدا واضحا ان نبيل معلول قد وقف على أخطاء فريقه ومواطن الخلل به في الشوط الاول حيث أجاد استعمال احدى نقاط قوة الترجي وهي التوغل على الأروقة خاصة على الجهة اليسرى حيث يوجد آفول الذي يملك السرعة والفنيات ما يجعله مفيدا في الهجوم كما في الدفاع لأن جهته لم يأت منها اي خطر على مرمى الترجي لضعفها في الجانب النيجيري. معلول تيقن من عجز بوعزي على مجاراة نسق اللقاء فغيّره بادريس المحيرصي الذي منذ دخوله نجح في التمرير الى البلايلي الذي راوغ ومهّد لنيانغ الذي كان في موقع مناسب سدد بقوة لتصطدم كرته ببطن مدافع نيجيري ليقف الحظ ضد الكامروني ويحرمه من تسجيل هدف ثان.
منافس قوي
الفريق النيجيري سان شاين لم يكن لقمة سهلة أمام الترجي حيث كان في كل مرة قادر على صنع الخطر باعتماد التمريرات الطويلة في عمق دفاع الترجي وكاد يسجل في مناسبتين الاولى في الدقيقة 54 والثانية في الدقيقة 69 وكانت في المرتين عن طريق التسديد خاصة في الثانية اثر مخالفة مباشرة سددها المهاجم بكل قوة فرد بن شريفية الكرة ليضعها أمام مهاجم نيجيري آخر كان على خط الستة أمتار لكن حسن تركيز بن شريفية مكنه من النجاح في استعادة توازنه بسرعة وأنقذ مرماه من هدف محقق. المدرب النيجيري أوغو مبوتا قام بتغييرات هجومية الا انها لم تؤت أكلها أمام يقظة دفاع الترجيين وخاصة حسن التغطية بين المدافعين على بعضهم البعض. حقق الترجي المهم والأهم في هذا اللقاء وضرب عصفورين بحجر حيث نجح في اقتناص فوزه الثامن على التوالي في المسابقة الافريقية لهذا الموسم ليكون الافضل على هذا المستوى بين منافسيه في المجموعتين في هذا الموسم.