نظمت جمعية أحباء آثار حيدرة تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين يوما اعلاميا حول المنطقة الأثرية بحيدرة حضرها ممثلو الأسرة الاعلامية بالجهة من صحافة مكتوبة ممثلة في «الشروق» الى الصّحافة المرئية والمسموعة ومكونات المجتمع المدني بالجهة. وقد اشتمل البرنامج على مادة دسمة تتمثل في زيارة الوفد الاعلامي للمنطقة الأثرية بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمرافقة السيد محجوب القرمازي المندوب الجهوي للثقافة.
وعقدت في هذا اليوم الاعلامي ندوة بقاعة العروض بدار الثقافة رحب فيها رئيس جمعية أحباء آثار حيدرة بالحضور وعرف بالجمعية وأهدافها. ثم كان تدخل السيد المندوب الجهوي للثقافة محجوب القرمازي الذي رحب بالحضور وأكد أن لنجاح العمل الجمعياتي شروطا لابد من توفيرها لعل أهمها التقاطع الضروري بين الادارة والمجتمع المدني والسلطة الرابعة لتحقيق الأهداف المرجوة ولا يكون ذلك الا بفتح مجال الحوار والانفتاح على الآخر وعن آثار حيدرة ذكر السيد المندوب أن الكل يعرف القيمة التاريخية لهذه المعالم ولئن وجدت بعض العوائق المادية فإن النوايا الصادقة موجودة والاستعداد اللامتناهي للتهذيب والتهيئة متوفر وذكر ان هناك فريق عمل فرنسي تونسي سيحل بحيدرة يومي 10و11 سبتمبر الجاري للقيام بحفريات مشتركة كذلك سيأتي الباحث الفرنسي فرانسوا بارات ثم فسح المجال للتدخلات فطالب السيد نادر سماري ببلدية سياحية وبضرورة عقد ندوات صحفية إثر الانتهاء من كل عملية حفر، وللتعريف بالجمعية المنظمة لهذا اليوم تحت اشراف مندوبية الثقافة التقت «الشروق» برئيسها السيد نيازي مسعودي الذي أفادنا أن الجمعية تتكون من مجموعة من الطلبة تأسست في 23-12-2011 تضم 31 منخرطا ومن أهدافها حماية الآثار من كل الأخطار المهددة لبقائها واستغلال الآثار لتشجيع الخواص على الاستثمار السياحي والثقافي وابراز قيمتها بالتنسيق مع الادارات العمومية والخاصة وبتنظيم تظاهرات ثقافية في حجم ما تكتنزه حيدرة قادرة أن تستقطب اهتمام الرأي العام الوطني والعالمي ولا يكون ذلك الا بالتشجيع على الأبحاث والدراسات وانشاء مكتبة تحتوي على كل الوثائق والمقاربات ذات الصلة بآثار المنطقة وعن آفاق الجمعية يقول محدثنا أنهم يزمعون تنظيم وتشجيع الرحلات الميدانية لتلامذة المدارس والمعاهد وبالمناسبة يدعو الوزارات ذات الصلة الى جعل الآثار مزارا ثقافيا دائما لطالبي المعرفة أما العراقيل فيرجعها رئيس الجمعية الى عاملين مادي وتقني في ظل الغياب التام للدعم من السلط المحلية والجهوية، أما السيد صابر المجولي فيقول ان الجمعية عقدت علاقات شراكة مع باقي الجمعيات في حيدرة مثل جمعية التنمية «جمعية حيدرة الخضراء» جمعية أميدرة للعلم والثقافة والسياحة قصد تفعيل العمل الثقافي الراكد أساسا بحيدرة وفي معرض حديثه عن التنمية الثقافية بالجهة يتساءل محدثنا لم لا يقع احياء محطة القطارات بجهتنا لأن ذلك سينعكس ايجابا على تنشيط الاقتصاد بحيدرة أما عن الصعوبات يقول مخاطبنا ان الجانب المادي أهم صعوبة تضاف اليها بيرقراطية الادارة التى من المفروض أن تيسر العمل الجمعياتي خصوصا الثقافي منه لأن العقل الجمعي لم يتمكن بعد من هضم المؤطر جمعياتيا في غياب تام لأي تحفيز مادي أومعنوي كما نفتقد للمراجع والوثائق والدراسات اللازمة هذا وقد ترقب الوفد الزائر مدة زمنية ليفتح باب المتحف المنتظر لأنه في الواقع قد نتعسف على هذه البناية اذا اعتبرناها متحفا ولكن أيضا قد نكون مجحفين اذا اعتبرناها بناية عادية فلننتظر قد تحدث له نقلة نوعية في قادم الأيام .وهناك كان لقاؤنا مع عاملين وهما عثمان عاشوري وخذيري عاشوري فالأول عبر عن أسفه وبالغ حسرته للوضع الذي توجد عليه آثار حيدرة بالرغم من أن مساحتها تبلغ 123هك تعاقبت عليها عدة حضارات من رومانية وبيزنطية ووندالية ..
فالمطلوب اليوم التفاتة جدية وصرخة وطنية لحماية هذه الثروة غير المتجددة والاسراع بتأثيث المتحف ليكون قبلة للزوار أما الثاني فإنه وبأسلوب شاعري انشائي يقول ان حيدرة عريقة منذ عهد الرومان بها آثار رومانية تناثرت هنا وهناك هدمت بعضها الأعاصير وأتلفت الأيام بعضها الآخر وقلما يزورها بعض السواح حبا في الاطلاع ورغبة في التنزه ليسكنها قوم عظمت أخلاقهم منذ القدم بفروسيتهم وشهامتهم ويكفي أن يقال فيهم أنهم عرب لكن البطالة أثقلت كاهلهم مما أدى الى الهجرة وتغيير بعض الطبائع سوف يكون دواؤها في استغلال المياه للنهوض بفلاحتها أوفي الاعتناء بآثارها الرومانية قصد تطوير السياحة في حيدرة .وحوالي منتصف النهار تحول الوفد الى دار الثقافة وهناك التقت الشروق بالآنسة لمياء خلفاوي وهي طالبة بالمعهد العالي للتنشيط الثقافي ببئر الباي والتي باركت في حديثها مثل هذه المبادرات خاصة وأن منشطيها مجموعة من الطلبة لأن فيها تلاقيا بين ما هوثقافي وما هوتنموي. فالحفريات ستفتح آفاق شغل جديدة للمعطلين عن العمل وسترسي القواعد الأساسية لنواة سياحية بالجهة ونجاح أي جمعية يكون خير حافز لباقي الجمعيات للنسج على منوالها .أما محمد بالضيافي وهورئيس جمعية أميدرة للعلم والثقافة والسياحة فذكر أنه على اتصال بالعديد من الجمعيات في الداخل والخارج لتأسيس مشروع المهرجان الدولي للألعاب الشعبية كالخربقة والفروسية ...
وبعض الأفكار الأخرى التي تمنى محدثنا أن تتحقق وتترجم الى واقع ملموس مثل مشروع الدراجات الهوائية التي سنعمل على أن يستفيد منها تلامذة المناطق البعيدة عن المدارس اضافة الى العمل على انشاء دار سياحية غلى غرار دار شريط ودارسعيد، وفي الأخير لابد من الاشادة بالحركة التي قامت بها المندوبية الجهوية للثقافة التي وفرت وسائل النقل مجانا لتمكين وسائل الاعلام من حضور فعاليات هذا اليوم وهي في الحقيقة ليست المرة الاولى التي تجتهد فيها المندوبية.