الأحداث المؤسفة التي عاشتها مدينة دار شعبان الفهري خلال تظاهرة «حضرة سيدي الفهري» الاقتصادية والتراثية وما رافقها من انفلات أمني كادت عواقبه أن تكون وخيمة لولا الوقفة الجادة للمتساكنين الذين جسموا معنى أن يكون المجتمع كالجسد الواحد هذه الأحداث مازالت تلقي بظلالها على المشهد اليومي بعاصمة النقش على الحجارة أهالي دار شعبان الفهري نظموا وقفة احتجاجية حاشدة أمام مركز الأمن للمطالبة بتفعيل الأداء الأمني المتراخي ذاك أن مركز الشرطة تحول منذ الثورة إلى مركز خدمات إدارية يعمل وفق التوقيت الاداري ويغلق ابوابه ليلا ويستحيل على المرء مشاهدة دورية مترجلة أوحضورا أمنيا في شوارع المدينة بالليل والنهار، كما طالب المحتجون بإقالة رئيس المركز وكافة طاقمه في ظل تواتر الحديث عن علاقات حميمية للبعض مع عناصر من العصابات المنظمة التي أصبحت تنهب وتسلب المارة في واضحة النهار وتروج المخدرات في أوساط الشباب بمنتهى الشفافية تماما كباعة الخضر والغلال وقد كانت استجابة السلط الامنية حينية لهذا المطلب. وأمام حالة احتقان في صفوف المتساكنين دعا أئمة المساجد إلى اجتماع شعبي حضره عدد كبير من الأهالي الذين كانوا ضحية العشرات من عمليات «البراكاج» والسطوالمسلح وأدلى كل بدلوه في المسألة حيث تعددت التدخلات والاقتراحات من المعقول إلى حد المطالبة بتركيز لجان حراسة شبابية تتعهد بملاحظة فلول المنحرفين وتقتص منهم وفق قاعدة العين بالعين والسن بالسن غير أن أئمة المدينة وعقلائها اجمعوا على الإسراع بتركيز لجنة متابعة مع السلط المسؤولة لتفعيل عديد المقترحات القابلة للإنجاز مثل الدعوة الى بعث مركز لشرطة النجدة والتدخلات على مستوى مفترق المسلخ البلدي أو بأحد مقرات الحزب المنحل يعمل على مدار الساعة مع تسيير دوريات أمنية يومية تعمل بحزم وفاعلية لحماية الأرواح والأعراض والممتلكات مع تجديد الدعوة إلى الإسراع بتنظيم حملات أمنية مكثفة تستهدف مستعملي الدراجات النارية الذي كثيرا ما وظفت في الأنشطة الإجرامية.
عديد من المتدخلين أشاروا إلى ضرورة القطع مع مظاهر الفوضى السائدة بالبلدة والتي شجعت البعض على التغول في انتهاكات القانون مثل الانتشار المفزع لكراسي المقاهي وتكاثر الجلسات الليلية المشبوهة والانتصاب الفوضوي أمام المساجد وعلى الأرصفة التي احتلت بالكامل في شوارع الحبيب ثامر والحبيب بورقيبة وطريق الشاطئ وقد وجه اللوم والتقصير للنيابة الخصوصية المطالبة بدورها بتفعيل اداء جهاز التراتيب والشرطة البلدية مجمل القول أن الثورة أسقطت ورقة التوت عن البعض ممن اتضح أن مناخ الحرية لا يزيدهم الا ضراوة في التعنتر ووانهم لا يساقون إلا بالعصا . وحيث أن الأمن هوالهاجس الأول للمرء في حياته فلا مناص من التعاطي مع الخارجين عن القانون بمختلف أصنافهم بالحزم والغلظة خاصة وقد كنا أشرنا أكثر من مرة إلى الانطباع السائد اليوم في الوطن القبلي أن الجهاز الأمني لم يتعاط إلى حد الساعة مع هذه التجاوزات بالنجاعة المطلوبة فهل من مجيب؟