حذر مسؤول روسي بارز اسرائيل والدول الغربية من مغبة مهاجمة ايران بدعوى برنامجها النووي، قائلا إن استخدام القوة سيكون له نتائج وخيمة بالنسبة للشرق الاوسط وانعكاسات خطيرة خارج المنطقة التي قد تشهد خريفا ساخنا. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن المسؤول، وهو نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قوله «نحذر اولئك الذين ليسوا غرباء على الحلول العسكرية بأن هذا (اي مهاجمة ايران عسكريا) سيكون ضارا بل كارثيا للاستقرار الاقليمي وسيكون من شأنه احداث اهتزازات أمنية واقتصادية ستمتد تأثيراتها الى خارج منطقة الشرق الاوسط.
صور واتهامات
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرضت أمس الأول سلسلة من الصور التقطت عبر الاقمار الصناعية زادت الشكوك بشأن أنشطة تنظيف بموقع عسكري إيراني تريد الوكالة تفتيشه. ونفت إيران صحة الصور التي عرضت الأربعاء في اثناء جلسة مغلقة للدول الاعضاء بالوكالة.
وقال ديبلوماسيون إن الصور تشير إلى أن هناك جهودا حثيثة بذلت في الأشهر الماضية لإزالة أي دليل يدين إيران في موقع بارشين النووي. وأضاف الدبلوماسيون أن أحدث صورة تعود إلى منتصف شهر أوت الماضي. وتظهر مبنى تعتقد الوكالة أن إيران أجرت فيه اختبارات على متفجرات تتعلق بتطوير أسلحة نووية ربما قبل عقد مضى وقد غطي بما بدا أنه غطاء وردي اللون.
وخلال الجلسة، قدم هيرمان ناكيرتس نائب مدير عام الوكالة ورافائيل غروسي المدير العام المساعد للوكالة إفادة بشأن الصورة. وقال مسؤول غربي رفيع ان الافادة «كانت (أدلة) دامغة تماما». وأضاف المسؤول، وهومندوب أحدى الدول الممثلة في الوكالة الدولية، ان «الصورة الأخيرة كانت واضحة جدا. يمكن رؤية اللون الوردي».
وكانت الوكالة قد قالت في تقرير سري الاسبوع الماضي ان «أنشطة مكثفة تجري في بارشين منذ فيفري، من بينها إزالة بعض المباني وتجريف الأرض من شأنها أن تعوق بشكل كبير تحقيقها هناك اذا ما سمح لها بالدخول الى المنشأة» الواقعة جنوب شرقي طهران. من ناحيته، قال علي أصغر سلطانية، مبعوث إيران لدى الوكالة إن الانشطة «التي قيل إنها أجريت قرب تلك المواقع المزعومة التي حددتها» الوكالة لا علاقة لها بالتحقيق الذي تجريه. وقال للصحفيين بعد إفادة الوكالة الدولية «مجرد الحصول على صورة من أعلى .. صورة التقطها قمر صناعي .. هذه ليست الطريقة التي يجب ان تؤدي بها الوكالة عملها الاحترافي».
مناورات في الخليج
وجاءت التحذيرات الروسية واتهامات وكالة الطاقة الذرية قبل أيام قليلة من مناورات بحرية ضخمة ستجري قبالة الساحل الايراني. وبالفعل فقد أفاد مصدر في وزارة الدفاع البريطانية أن 25 دولة بقيادة الولاياتالمتحدة ستشارك في المناورات البحرية التي تبدأ يوم 16 سبتمبر بالقرب من الساحل الإيراني وتستغرق 12 يوما. وقال المصدر إن المناورات ستشهد تدريبات على حماية الملاحة في منطقة مضيق هرمز بالخليج العربي، وذلك على خلفية أعمال عدائية يقوم بها عدو مفترض. ولا تخفي القيادات العسكرية الغربية أن المقصود بالأمر هو إيران.
وتشارك في المناورات من جانب الولاياتالمتحدة حاملات الطائرات الأمريكية الثلاث والسفن المرافقة لها ، وبينها حاملتا الطائرات «إنتربرايز» و«دوايت أيزنهاور» وحاملة الطائرات «جون ستينيس» التي يتوقع أن تصل إلى المنطقة في وقت لاحق. وخصصت كل من بريطانيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة تشكيلات بحرية كبيرة للمشاركة في المناورات. وستنفذ بعض العمليات بمشاركة قيادات الناتو. وتقضي المناورات، إلى جانب إزالة الألغام، بتوجيه ضربات إلى سفن العدو ومنشآته الساحلية وبطاريات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ المرابطة بالقرب من مضيق هرمز.
يذكر أن المناورات ستنتهي يوم 27 سبتمبر حين يعقد في واشنطن لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.