العودة المدرسية هذه المناسبة السنوية التي كانت تمثل مناسبة سعيدة يتهيأ لها الكبار بما ادخروه من أموال لمجابهة المصاريف ويسعد لها الصغار بما يقتنونه من ملابس جديدة وكتب ومحافظ استعدادا للقاء أصدقاء المدرسة أو المعهد. الا ان هذه المناسبة أصبحت اليوم كابوسا يزعج راحة فئة كبيرة من مجتمعنا الذي تبين ان أغلبه يعاني من قلة ذات اليد زادته غلاء الأسعار وكثرة مصاريف فصل الصيف ومتطلبات شهر رمضان وحلويات وملابس عيد الفطر المبارك صعوبة... لذا ترى عديد الأولياء يهرعون الى مختلف السلط المحلية والجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة على تجاوز هذه المرحلة بينما تضطرّ فئة أخرى من المجتمع الى التداين في سبيل أن يتمكنوا من تلبية حاجيات العودة المدرسية من ملابس وكتب واشتراكات وغيرها. «الشروق» اتصلت ببعض من هذه العائلات لتطلع على مدى استعدادهم لهذه المناسبة فكان لقاؤنا بالسيدة خديجة وهي أمّ لبنتين تدرسان بالسنة التاسعة أساسي والثانية ثانوي فأفادتنا ان زوجها رجل مسنّ ويعاني من ضعف البصر ولا يملك من فتات الدنيا غير جراية شهرية لا تتعدّى المائة دينار بينما تتطلب العودة المدرسية أضعاف أضعاف هذه الجراية اذ أن تكاليف الاشتراكين المدرسيين لبنتيها يتعدى هذه الجراية.
وعن كيفية تدبرها لهذا الامر أفادتنا هذه الأم انها اضطرت رغم مرضها ان تشتغل في هذه الصائفة في المجال الفلاحي لعلها تتمكن من توفير ولو النزر القليل من هذه المصاريف الى جانب انتظارها لمدّ يد المساعدة لها من السلط المحلية وبعض الجمعيات الخيرية...هذا بالنسبة للعائلات المعوزة أما بالنسبة للفئات المتوسطة ونعني بهم الموظفين فقد أفادنا نبيل وهو موظف باحدى الشركات الحكومية انه يتقاضى جراية تفوق ال600 دينار وله ابنان بالتعليم الثانوي الاّ انه يجد نفسه عاجزا أمام تفاقم المصاريف وغلاء متطلبات العودة المدرسية من ملابس وأدوات وغيرها خاصة وانه قريبا جدا قد اجتاز عتبة مصاريف شهر رمضان والعيد والمناسبات المختلفة التي يشهدها فصل الصيف عادة. وعن كيفية خروجه من هذا الامتحان الصعب منتصرا أجابنا انه يشك في ان يخرج منتصرا هذه المرة على خلاف المرات السابقة لانه استنجد في بداية شهر رمضان بالمؤسسة التي يعمل بها حيث تحصل على تسبقة على جرايته يقع خلاصها على امتداد 6 أشهر متتالية بينما التجأ قبل العيد الى أخيه الأصغر ليتحصل على سلفة يجابه بها مصاريف العيد, أما الان حسب قوله فلا حل له الا ان ينتظر «صبان الشهرية «عسى ان تكون منقذه الوحيد.