في اطار انفتاح حزب «نداء تونس» على كافة المناطق بالجمهوريّة، قام هذا الحزب بتركيز عدّة مكاتب جهويّة ومحليّة، وقد لاقى تركيز هذه المكاتب بعض التململ في بعض المناطق ومنها تستور التي تحرك العشرات بها لافساد الاجتماع. وفي هذا الاطار حلّ يوم 9 سبتمبر 2012، على السّاعة العاشرة صباحا، لتركيز المكتب المحلّي لحزب «نداء تونس»، السيّد بوجمعة الرّميلي النقابي والأستاذ الجامعي، والعضو المؤسّس لهذا الحزب، بمقر الحزب بمدينة تستور.
«الشّروق» التقت بالسيّد بوجمعة الرّميلي الذي صرّح بضرورة تعدّد المشهد السّياسي في السّاحة الوطنيّة وأكّد على دور المعارضة في دعم هذا المشهد، والتعبير عن قناعات منخرطي هذه الأحزاب. وقد أكّد أنّ مدينة تستور تكتسي أهميّة كبرى لدى الحزب نظرا الى أهميّة تطوّر المجال الديمغرافي بها. وعلى اثر ذلك افتتح السيّد جلال القرواشي رئيس مكتب تستور لحزب نداء تونس الاجتماع بالترحيب بالضيف والتأكيد على وجود العديد من مناصري هذا الحزب بالمدينة. وفي سياق متصل كانت مجموعة من مواطني المدينة قد تحركت من أجل التصدي لتركيز هذا المقرّ، اتهمهم بوجمعة الرميلي بالانتماء الى حركة النهضة بتستور في مسيرة دعي اليها عن طريق اللافتات الحائطيّة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي انطلقت من أمام فضاء تجاري بالمدينة نحو مقر الحزب مردّدين شعارات سياسيّة تدعو الى مقاطعة هذا الحزب ومنخرطيه الذين وحسب تعبيرهم ينتمون الى مدرسة سياسيّة واحدة، فضلا عن وصفهم بالأزلام، هذه المسيرة كانت مشكّلة من طرف قرابة المائة وخمسين مواطنا من أبناء تستور الذين ظلّوا مرابطين أمام المقرّ لفترات طويلة من الزّمن، وقد همّت المجموعة بمحاولة دخول المقرّ غير أنّه أوصد من الدّاخل ليبقى جميع من فيه محاصرين هناك، بداية من السّاعة العاشرة صباحا وحتّى منتصف النّهار، حيث أكّد السيّد جلال القرواشي حصول بعض التجاوزات من طرف المتجمهرين الذين قاموا بالتهجّم اللفظي على مجموع الحاضرين هناك، ليتمّ تأمين خروجه أوّلا وخروج السيّد بوجمعة الرّميلي في وقت لاحق، وقد أفاد السيّد جلال القرواشي أنّه وقع التنسيق المسبّق مع الأطراف الأمنيّة لدرء أيّ عمل من شأنه أن يمسّ من حرمة الأشخاص وحرّيتهم، لكن وحسب تعبيره سجّل تقصيرا في ذلك بعدم حضور أيّ تعزيز أو دوريّة أمنيّة ، تؤمّن مثل هذا النّشاط االسّياسي.