أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة ايداع بالسجن في حق كهل تحيّل على فتاة بعد أن تسلم منها مبلغ 2500 دينار، مقابل تمكينها من عقد عمل بمؤسسة عمومية تبيّن أنه مدلّس. وتفيد محاضر باحث البداية أن التحقيقات انطلقت على اثر شكاية تقدّمت بها احدى المؤسسات العمومية ورافقتها شكاية من فتاة مفادها أن الفتاة تخرّجت قبل عامين من احدى المؤسسات الجامعية وبقيت دون عمل بعد حصولها على شهادتها الجامعية.
وفي احدى المناسبات وبعد ان شاركت في مناظرة وطنية نظمتها احدى الوزارات واثر خروجها من المعهد الذي احتضن المناظرة التحق بها كهل لا تعرفه، وعرض عليها مساعدتها في ايجاد شغل، فاطمأنت له الفتاة خاصة وأنه بدت عليه علامات الاناقة بالاضافة الى كهولته وكان يخاطبها بمثابة ابنته، فجلست معه باحدى المقاهي وأمدّها برقم هاتفه وطلب منها الاتصال بعد يومين، فاستجابت لمقترحه وبعد اسبوع اتصلت به فطلب منها الاسراع بملاقاته، فكانت في الموعد المحدد من طرفه، وأمدّها بمطبوعة طلب منها تعميرها،وجلب وثائق اضافية خاصة بها على غرار شهادتها العلمية. وأضافت الشاكية انها سارعت باستخراج الوثائق المطلوبة خاصة وأن المطبوعة تابعة لاحدى المؤسسات العمومية ثم طلب منها مرافقتها الى المؤسسة، حيث أبقاها أمامها ثم ولج الى الداخل ولم يعد الا بعد حوالي نصف ساعة وطمأنها على قبول مطلبها في انتظار انتهاء ادارة الموارد البشرية من اعداد ملفها المهني كاملا، واعداد عقد انتدابها ثم طلب منها تسليمه مبلغ 2500 دينار، خاصة وأنه أمدّها بوثيقة ادارية تابعة للمؤسسة العمومية طمأنتها كثيرا، فلبّت مطلبه بعد اسبوعين وسلمته المبلغ المطلوب، ثم اتّصل بها بعد يومين وسلّمها عقد انتدابها، وطلب منها الدخول الى المؤسسة العمومية، وزاد في طمأنتها بعد أن رافقها الى هناك، وولج معها الى الداخل وطلب منها انتظاره باحدى قاعات الانتظار لقضاء حاجة بشرية، غير أنه لم يعد اليها ولم تعثر له على أثر فأفصحت الى أحد اطارات المؤسسة بما حصل لها وأمدّته بالعقد الذي تبين أنه مدلّس وجاء في ملف القضية أن المحققين نجحوا في القاء القبض على الكهل بعد حوالي شهر من الابحاث وبعرضه على الفتاة تعرفت عليه حيث اعترف بتورّطه في التحيّل عليها وأنه حصل على وثيقة إدارية من المؤسسة بعد أن زارها وطلب تلك الوثيقة لأنه يبحث عن شغل لابنه ثم تحصّل لاحقا على نسخة من عقد شغل، غيّر بياناته وقام بتدليس ختم المؤسسة ووضعه على العقد، وبإحالته أمس على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدر في حقه بطاقة ايداع بالسجن في انتظار استكمال بقية الأبحاث في ملف القضية.