أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس تسع بطاقات ايداع بالسجن في حق شاب تحيل على عدد من الشبان بعد تمكينهم من تأشيرات مدلّسة للسفر الى بلدان أوروبية مختلفة مقابل حصوله على 2000 دينار من كل شاب. وتفيد محاضر باحث البداية ان شابا في نهاية العقد الثالث من عمره تقدّم مؤخرا الى سفارة دولة أوروبية بطلب الحصول على تأشيرة سفر الى تراب تلك الدولة وتضمن ملف المطالب وثائق إدارية تفيد بعمله باحدى المؤسسات الحكومية ووثائق أخرى تتعلق بانخراط في نظام الضمان الاجتماعي وغيرها من الوثائق. غير ان مصالح السفارة تفطنت لاحقا الى أن الوثائق المضمنة بالملف، مدلّسة ومستخرجة بواسطة آلة سكانار فتم اعلام السلطات الأمنية التي تعهدت بالبحث في ملابسات العملية.
تولى المحققون استدعاء طالب التأشيرة وعند التحقيق معهم صرّح بأن احد أصدقائه عرّفه على شاب التقى به وسط العاصمة. وأفاد بأنه قادر على تمكينه من الحصول على مطلب متكامل الوثائق بما يمكّنه من الحصول على تأشيرة سفر الى دولة أوروبية للعمل هناك. وبعد نقاش في المسألة اتفقا على ان يتسلّم منه مبلغ 2000 دينار فسلّمه مبلغ 800 دينار كدفعة أولى وعندما تسلّم الوثائق المتعلقة بعمله باحدى المؤسسات الحكومية، ووثائق إدارية أخرى يتم طلبها عند تقديم مطلب التأشيرة أضاف إليه مبلغا قدره 1200 دينار.
وتواصلت الأبحاث لمعرفة هوية المظنون فيه وهو ما توصلوا اليه لاحقا، حيث تبيّن انه مشتكى به من طرف شبان آخرين لنفس الموضوع حيث يتصل بالراغبين في الهجرة ويتولى تدليس وافتعال وثائق إدارية تفيد أنهم يعملون بمؤسسات عمومية وحكومية مختلفة تقدّم عند طلب الحصول على التأشيرة وذلك مقابل 2000 دينار يتسلمها من كل شاب عند تسليمه ملف المطلب. وتمكن المحققون من حجز آلتي «سكانار» ومعدات أخرى تستعمل في تدليس وافتعال الوثائق الإدارية على غرار طوابع وخواتم مؤسسات حكومية.
وبإحالة المظنون فيه أمس على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدر في حقه تسع بطاقات إيداع بالسجن في انتظار استكمال بقية الأبحاث معه حول ما نسب إليه.