نسب موقع جزائري الى عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي الراحل قولها ان موريتانيا «نكرت الجميل» حين وافقت على تسليم عبد الله السنوسي الى السلطات الليبية كاشفة عن تفاصيل مثيرة في ما وصفته ب«صفقة بيع السنوسي». نقل موقع «الجزائر نيوز» أمس عن مصدر لم يسمه قوله إن عائشة ابنة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي استنكرت بشدة، تسليم موريتانيا لرئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي.
وأضافت أن ما قام به «الجنرال الموريتاني نكران للجميل ونقض للعهد، حيث أنه كان قد أخذ من السنوسي أموالا طائلة وعلى دفعتين كبيرتين، إحداهما في أيام الأزمة السياسية بموريتانيا إبان انقلاب الجنرال والثانية بعد قدومه أي السنوسي إلى موريتانيا لاجئا، من أجل أن تتم حمايته وعائلته، وهو ما لم يف به الجنرال محمد ولد عبد العزيز.
وأدلت عائشة القذافي بتفاصيل جد حساسة في علاقة السنوسي بالجنرال محمد ولد عبد العزيز، كما أعطت تفاصيل جد مثيرة في صفقة التسليم التي أبرمتها موريتانيا مع المجلس الانتقالي الليبي، ستنشر بالتفصيل في الساعات القادمة حسب الموقع الجزائري.
ولا يعلم كيف ستتصرف السلطات الجزائرية إزاء هذه التصريحات المثيرة لعائشة القذافي والتي قد تكون إن حصلت فعلا سببا مباشرا في إثارة أزمة ديبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا، هذا عدا عن احتمال إثارة نفس الأزمة مع الطرف الليبي.
وكانت الجزائر قد دعت عائلة القذافي إلى الامتناع عن الاتصال بالعالم الخارجي والتصريحات الصحفية، تجنبا لأي مشاكل إضافية قد تثيرها مع السلطات الليبية التي تطالب الجزائر بتسليم الفارين إليها من أفراد عائلة القذافي ومن مسؤولين سابقين آخرين في نظامه.
وذكرت صحيفة «الجزائر نيوز» أمس من جهة أخرى، أن عائلة رئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي لجأت إلى الجزائر قادمة من موريتانيا بعد قيام نواكشوط بتسليم السنوسي إلى ليبيا يوم الأربعاء الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة السنوسي وصلت إلى الجزائر يوم الجمعة الماضى.
وأضافت: أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعطى أوامره إلى السفير الجزائريبنواكشوط من أجل التكفل بضيافة عائلة السنوسي والعناية بها أثناء وجودها بموريتانيا حتى مغادرتها فجر يوم الجمعة، الماضي إلى الجزائر العاصمة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشئون الخارجية الجزائرية، كانت قد أعلنت أواخر شهر أوت عام 2011 أن أعضاء من أسرة معمر القذافي دخلوا إلى أرضيها، وأنه تم إبلاغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بهذا الخبر.
أسرار من العيار الثقيل
وفي طرابلس كشفت مصادر ليبية مطلعة النقاب عما وصفته ب«حالة ترقب وتوتر» تسود معظم الأوساط السياسية في ليبيا، تحسبا لما قد يكشف عنه عبد الله السنوسي، صهر العقيد معمّر القذافي، والرئيس السابق لجهاز المخابرات الليبية، خلال التحقيقات التي يخضع لها حاليا بإشراف مكتب النائب العام الليبي.
قالت المصادر: «من المتوقع أن يكشف السنوسي عن تفاصيل وفضائح سياسيّة من العيار الثقيل تتعلق ببعض الاتّصالات السريّة التي أجراها مع مسئولين كبار في المجلس الانتقالي السابق ومكتبه التنفيذي قبل خروجه من البلاد إثر انهيار نظام القذافي».
وأضافت المصادر للصحيفة أن قصة هروب السنوسي من ليبيا إلى المغرب قبل اعتقاله في موريتانيا حين حاول دخول أراضيها في شهر مارس الماضي بجواز سفر مزور، قد تطال بعض الشخصيات النافذة في المجلس الانتقالي الذي انتهت فترة ولايته الشهر الماضي بعد انتخاب المؤتمر الوطني العام.
محاكمة سيف الاسلام من جهة أخرى أكد مكتب النائب العام الليبي ان محاكمة سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ستؤجل خمسة أشهر للحصول على شهادات قد يدلي بها رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي خلال التحقيقِ معه، وذلك بعد تسليمه الى ليبيا من موريتانيا الاسبوع الماضي.
وصرح ميلاد الزنتاني المحامي في مكتب النائب العام بأن السلطات كانت مستعدة لمحاكمة سيف الاسلام هذا الشهر، ولكن بعد إعادة السنوسي إلى ليبيا ستظهر معلومات جديدة مما يستدعي تأجيل المحاكمة خمسة أشهر على الأقل.
وكانت مصادر حكومية ليبية رجحت احالة نجل القذافي الى القضاء بداية الشهر الجاري.