عاشت ولاية بنزرت مثل سائر جهات البلاد على وقع الحملات الاستثنائية للنظافة والعناية بالبيئة في مرحلتيها الاولى والثانية، يحدثنا عنها السيد محمد القوصري عضو اللجنة الجهوية للنظافة والعناية بالبيئة بالجهة في الحوار التالي: كيف تقيمون هذه الحملة؟
عموما كانت ناجحة كميا وكيفيا اذ تمكنا من رفع عشرات الالاف من أطنان الفواضل بانواعها الثلاثة سواء منها المنزلية او فواضل البناء او الاجنة والاكثر من ذلك اننا توصلنا بفضل التعبئة المركزية والجهوية والمحلية الى المساهمة في ايقاظ الضمائر بخصوص اهمية مقاومة كل أشكال التسيب البيئي وحماية الطبيعة والناس جميعا من مخلفات تلك الفواضل والتي اكتسحت كل زوايا الجهة.
هل يعني هذا انه تم القضاء على كل اشكال الانفلات البيئي ببنزرت؟
طبعا لا فالمجهود يومي والنظافة عمل لا ينتهي وبالتاكيد هذه الحملات الاستثنائية نجحت في مسعاها الحيني وكسبت رضى المواطنين ولو بنسبة محترمة ولكنها لا تعني ان التسيب البيئي قد ولى وانتهى بل على العكس نحن واعون بان الحملة الاستثنائية ببنزرت والتي اردت الاشارة هنا بخصوصها انها لم تتوقف منذ انطلاقها في مرحلتها الاولى وايضا الثانية وفي اعقابها ، كذلك ماهي الا البداية والانطلاقة الحقيقية لمقاومة السلوكيات البيئية المنحرفة التي ظهرت منذ مدة من لدن كل الاطراف.
ما هي الحلول المقترحة لتعزيز واقع النظافة بالجهة؟
بداية اردت تحية كل البلديات والنيابات المتناغمة فيما بينها التي تعمل وتكد من اجل الوصول بهذا الموضوع للقمة رغم بعض التجاذبات هنا وهناك والمصاعب المادية والبشرية ، وهذه التحية ليست مجاملة بل حقيقة تذكر فتشكر الى جانب تحية جميع الهياكل المؤسساتية والفنية العمومية والخاصة وايضا المركزية والجهوية والمحلية دون استثناء وبرفقتهم عدد محدود من النسيج الجمعياتي وعموم المواطنين على تلبيتهم نداء الواجب ومساهمتهم الفعالة في هذا الجهد وهذه المبادرة الجيدة ، وثانيا اعتقد انه من الواجب مراجعة منظومة رفع الفواضل بالجهة من خلال تجاوز الاشكاليات التي ظهرت منذ فترة سواء على مستوى الادبي او المادي وتدعيم المكاسب المحققة هذا بالاضافة إلى تدعيم مساهمة ومشاركة المجتمع المدني المهيكل ونعني به الاحزاب والمنظمات والجمعيات وايضا المستقل ونعني به عموم المواطنين الواجب عليهم صراحة تقديم العون بطريقة شاملة ودائمة لا مناسباتية واعتقد صراحة ان دور المواطن هو الاساسي في مقاومة ظاهرة الانفلات البيئي بالمشاركة الميدانية والتوعية والتحسيس والابلاغ وتقديم النصح والتربية البيئية السليمة كما ادعو المجالس البلدية للقيام بدورها التحسيسي ايضا واقترابها من المواطن اينما كان.
أي دور للجنة الجهوية للنظافة؟
هناك أجندة سياسية معينة لا تتجاوز مفهوم اعداد احتفال اليوم الوطني للنظافة وزيارة الوزير الفلاني وإهداء المحل الفلاني والشخص العلاني والادارة الفلانية وغيرهم لجائزة في الغالب يرجى منها منفعة فردية لا غير، ولقد تم إحياؤها في ولاية بنزرت تحت اشراف الوالي السيد نبيل نصيري ونحن نعمل على ان تكون فنية وعملية بحتة بعيدة كل البعد عن الممارسات السابقة بالتعاون مع كل الاطراف والهياكل دون استثناء من أي نوع او فئة.
إلى جانب السعي الدائم لتحريك السواكن ودعم الهياكل البلدية وايضا التنسيق الجماعي بين كل الاطراف الرسمية والمجتمعية فقد اعددنا برامج تدخلات لتحويل كل النقاط السوداء التي لا تقدر البلديات بامكانياتها الحالية على مجابهتها والقضاء عليها الى فضاءات منتجة وسليمة ومشاريع تنسينا الحالة البائسة التي كانت عليها على غرار منطقة الروندو بمنزل بورقيبة وسيدي سالم وعين بيطار بجرزونة وحي العمال وغيرها من المواقع الاخرى وهي منفتحة على كل المبادرات والمشاريع التي يراد منها الصالح العام.
ختاما؟
اتركوا الادارة تعمل في صمت وسترون النتائج التي تسركم بعيدا عن التجاذبات السياسية والتي لن تفيدنا مطلقا وندعو المواطن إلى تحمل المسؤولية.