أصدرت رئاسة الحكومة بيانا ردّت من خلاله على تصريحات الدكتور نجيب القروي طبيب حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة وابن الوزير الأول السابق حامد القروي، هذا بالاضافة الى تعليقات كل من عامر العريّض والصحبي عتيق وابراهيم القصاص الذين هاجموا بدورهم هذا الأخير. عن هذه التطورات اتصلنا بنجيب القروي الذي أكد أنه من الطبيعي أن يردّ الجميع بهذه الطريقة وأنه لن يدخل في سجال معهم ولكن متمسّك بما صدر منه من تصريحات وأستغرب ردّة فعل البعض وخاصة أننا ندعو الى دولة ديمقراطية تسمح للجميع بابداء آرائهم مهما كانت.
جاء في بيان رئاسة الحكومة حول تصريحاتك الأخيرة أن أي كلام جاء على لسانك لا يلزم سواك وأنه لم يتم تفويضك للحديث باسم رئيس الحكومة أو الخوض فيها؟ كنت أعلم بالبيان مسبقا وطلبت منهم أن يردّوا كما يشاؤون وهذا حقّهم الشرعي ولا يزعجني ذلك. ألم يكن الردّ قاسيا نوعا ما وخاصة أنك ابن حركة «النهضة»؟
أي فترة حكم تنقسم الى ثلاث مراحل الأولى تأتي في شكل رفض تام لأي نقد موجّه ضد السلطة والمرحلة الثانية تكون عبارة عن ثورة داخل الحكم ثم أخيرا القبول بالواقع وهذا ما يحصل مع حركة النهضة فهي الآن تتخبط في المرحلة الثانية ثم ستعيد ترتيب أوراقها لأن النقد البنّاء يصلح ولا يدمّر. رئيس الحكومة أيضا تبرّأ من تصريحاتك؟
أعلم ذلك وأنا طلبت منه ذلك وقلت له حرفيا «تبرّأ مني ومن تصريحاتي اذا كان الأمر يريحك». عضو حركة النهضة والمجلس التأسيسي حبيب اللوز اتهمك بأنك لا تملك أي صفة قانونية أو رسمية تخول لك للخوض في أمور خاصة بالحكومة؟ أنا لا أعرف حبيب اللوز شخصيا وفعلا لا أملك صفة رسمية لأتحدث باسم الحكومة ولكن أنا عبرت عن رأيي الشخصي وهذا يلزمني أنا فقط. ونبقى مع رد حبيب اللوز فقد جاء في تصريحاته في احدى الصحف أنه ليس من المستبعد أن يطالب أنصار النهضة السيد رئيس الحكومة بالابتعاد عنك، ألا تعتبر هذا نوعا من التجييش ضدّك؟
من الممكن جدا أن يقوم جزء من أنصار حركة النهضة بهذه الخطوة التي صرّح بها حبيب اللوز ولكن هذا لا يعنيني فأنا أقول الحق ولو على رقبتي. الصحبي عتيق وعامر العريض أيضا لم يرقهما تصريحاتك النارية ضد الحكومة المؤقتة؟
حبيب اللوز وعامر العريض يعلمان حق العلم أنني لست أبدا معاديا للنهضة رغم عدم انخراطي العضوي بها ويعلمان مدى ومعنى هذه التصريحات ولكن اللوعة على المشروع كبيرة وخوف على مستقبل بلادنا وثورتنا أفقداني الصبر والصمت في هذه الظروف التي قد يلام عليها الجميع بعد فوات الأوان كما يلام الكثيرون اليوم ويحاسبون على صمتهم وعدم تصحيحهم للمسار في عهدي الحكم السابقين فكلنا مسؤول اليوم أمام الناخبين والشعب والوطن والتاريخ وغدا أمام الله سبحانه ابراهيم القصاص أيضا كان له نصيب في تصريحاتك بل واتهمته أنه عار على تونس؟
ابراهيم القصاص لا أريد أن أرد عليه ولكن بصراحة أحتقره كثيرا لأنه لا يحترم الآخرين ومستوى خطابه متدن جدا وكلامه مستفز وهجومه على أعضاء المجلس التأسيسي خير دليل على ذلك .
عندما قلت بأن لطفي زيتون مستشار رئيس الحكومة من أكثر الشخصيات المكروهة ما دليلك على ذلك؟
هناك حقيقة يجب الاعتراف بها بأن لطفي زيتون ليس له شعبية في الشارع التونسي ولا أعرفه شخصيا ولكن احتكاكي بالناس جعلني أكون هذه الفكرة فهو متعال وليعلم السيد زيتون أن الاسلام عندما قام بفتوحاته استعمل الحوار والأخلاق الحميدة عن طريق التجار الذين ساعدوا في نشر الاسلام بالحب والاحترام وليس بالقوة والظلم وبالنظرة الفوقية لأبناء الشعب.
أردت مقابلة الشيخ راشد الغنوشي منذ مدة لطرح بعض المشاكل في قطاع الصحة؟ فعلا حاولت أن أقابل الشيخ الغنوشي وطلبت مساعدة ابنه «معاذ» ولكن لا حياة لمن تنادي ولكن عندما قمت بتصريحات في وسائل الاعلام أعلمني ابنه أخيرا أن والده ليس متواجدا في تونس وعندما يعود الى أرض الوطن يمكنني مقابلته.
وصفت وزير الصحة عبد اللطيف المكي «بالدكتاتور» وبأن علاقته سيئة مع رئيس الحكومة هل هي تصفية حسابات لمشاكل شخصية معه؟ مشكلتي مع وزير الصحة أنه يتدخل في اختصاص لا يعرفه ويريد أن يعين صديقا له في قسم طب الاسعاف الاستعجالي اقترحت أنا بحكم خبرتي الزميل الدكتور مهدي متهني في حين أن عبد اللطيف المكي يريد تعيين طبيب مبنج في اختصاص لا يفهمه ولكن الآن قدّمت ترشحي رسميا لهذا المنصب لنرى ماذا سيقول هذا الأخير؟ ألا تخاف أن يدفع والدك الوزير الأول السابق ثمنا غاليا بسبب تصريحاتك النارية على الحكومة؟ لا أتوقع ذلك من اسلاميين عانوا الظلم والقهر في العهد السابق وهم أكبر من هذه الممارسات الظالمة.
ولكن والدك متهم في قضية ومازالت الابحاث جارية؟
قضية والدي بسيطة فهو متهم في قضية الأشخاص المتفرغين لخدمة التجمع الدستوري الديمقراطي ويتحصلون على جرايات من المؤسسات التابعة للحكومة وهذا ليس اتهاما لوالدي، وان كانوا يريدون المحاسبة فليبدؤوا بالاتحاد العام التونسي للشغل حيث تدفع الحكومة لحوالي 200 نقابي أجورا وهم متفرغون للعمل النقابي.
لماذا وضعت نفسك في مأزق مع الحكومة من جهة ومع النهضة من جهة أخرى؟
لأن كلمة الحق أمانة أمام الله وأردت اصلاح هذا البلد لكي لا نعيده الى جلادي الأمس {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} ولا تنسوا تنبيه الله عزّ وجلّ حين قال: {قالوا أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربّكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}.