كان من المنتظر ان تزدهر منطقة رقادة بالقيروان في ظل إحداث منتزه عائلي قريب الى المتحف. وانتظر جيران المتحف تحسن أوضاعهم بفضل المنتزه لينشط الحياة الاقتصادية، لكنهم فوجئوا بقرار نقلة المتحف الى مكان آخر. وقد تم تخصيص جلسة للغرض بمقر الولاية للاستماع الى مطالب المواطنين ومواقف المسؤولين. وقد أجرت «الشروق» تحقيقا بين مختلف الأطراف. وعبر سكان المنطقة عن رفضهم للقرار وقدموا عريضة للغرض معتبرين أنه قرار جائر يتسبب في القضاء على الحركية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. وأشار المواطن عبد الكريم الرمضاني الى أن مشروع المنتزه الحضري برقادة مازال لم ينطلق بعد وسيدعم نشاط الحركة الاقتصادية برقادة والمناطق المجاورة أيضا كزعفرانة ووادي زرود ومرق الليل وذلك في ظل تواجد المتحف الأثري لأنهما مشروعان (المتحف والمنتزه) مكملان لبعضهما ونجاحهما يكون بتواجدهما على عين المكان معا، حيث سيرتفع عدد الزوار للمتحف في ظل بعث المنتزه المرتقب.
باتصالنا بالسيد علي سليمان معتمد القيروان نفى علمه بقرار التحويل واعتبره مبنيا على الشكوك ولم يسمع به مطلقا وأكد ان المعتمدية والولاية لم يصلهما اي قرار رسمي في شأن تحويل هذا المتحف الأثري والمنتزه الحضري برقادة ستنطلق أشغاله عن قريب بعد إتمام الإجراءات الإدارية العادية.
السيد لطفي عبد الجواد مدير المعهد الوطني للتراث بالقيروان أكد ان القرار لم يتخذ بعد وليس رسميّا ولكنه يعتبر من ضمن التوجهات وتصورات الإدارة. ويرى ان اقتراح تحويله جاء بعد دراسة شاملة. وأكد ان المتحف غير مربح وغير مجد تنمويا في مكانه القديم. حيث تم إحصاء زوار المتحف الأثري برقادة لفترة 7 اشهر وهو 269 ويعتبر ضئيلا مقابل 22 الفا و800 زائر لمدينة القيروان لفترة 6 اشهر إضافة لمصاريف نقل الزوار من المدينة للمتحف والمقدر ب70 دينارا للحافلة. الى جانب الأخطار التي تحدق بالمتحف حسب قوله كاهتراء الشبكة الكهربائية وتصليحها والذي قدر نظريا بمليون و200 ألف دينار في حين ان الاعتماد المخصص للمتحف هو 550 ألف دينار مما يصعب تصليحها وفي نفس الوقت فإن إبقاءها على حالها يؤثر على المخطوطات القرآنية إضافة لخلاص الحراس. كما أشار عبد الجواد إلى أن مقترح تحويل المتحف للمدينة سيكون وقتيا حتى يتم إحداث قرية أثرية عربية إسلامية بالقيروان. وبين ان لجنة تقصي الحقائق التي زارت مؤخرا المتحف تساند تحويله.