انتظمت مؤخرا بأحد نزل المدينة ندوة علمية حول بعث كلية للطب بقابس تحت شعار «كلية الطب من التفكير الى الانجاز» حضرها نخبة من الاطارات الطبية والمجتمع المدني والمنظمات بمختلف أطيافها والهدف منها التحسيس بضرورة بعث كلية للطب بقابس. أمن الجلسة الدكتور والأستاذ المبرز محمد بوعبد الله صحبة نخبة من الدكاترة الأفاضل لطفي المزهودي , هشام دنقير, عادل الزرلي ودكتور من فرنسا وقد تمحورت جل التدخلات حول ضرورة مواصلة النضال والمطالبة بتفعيل مشروع إنجاز كلية للطب بقابس باعتباره حلما راود متساكني الجهة على مدى اكثر من ربع قرن تتالت خلاله الملفات وتعددت الجلسات واللقاءات الرسمية على أعلى المستويات تعاقبت فيه الحكومات وأصحاب القرار ولازالت تتواصل النضالات ولا شيء يحول دونهم والوصول الى مبتغاهم حتى يساهموا في ازدهار تونس التي يتفاءلون جميعا بمستقبلها المشرق بعملهم متكاتفون متآزرون وأن تراعى معاناتهم وصبرهم جراء التداعيات السيئة على صحتهم وأرواحهم في ظل تواصل انبعاث الغازات السامة وألقاء الفوسفوجيبس في البر والبحر وتلوث التربة وانعكاسها السلبي على المائدة المائية على مدى أكثر من ثلاث عقود وارتفاع عدد المصابين وهشاشة العظام ووهن في الحركة وأصابات في الرئة والقصبات الهوائية وفي السياق نفسه اكد الحاضرون على ضرورة أن تعجل مصالح طب الشغل والأمراض المهنية بأعداد تقرير يشمل الأحصائيات الرسمية والدقيقة للامراض المتفشية وتصاعدها في العشرية الأخيرة حيث أصبحت قابس حقلا خصبا لأجراء عديد التجارب العلمية وتطوير البحوث في مجال الطب الوقائي من شأنه أن ينهض ويرتقي بأداء المختصين والباحثين في العلوم الطبية من أبناء الجهة والجنوب عامة بتواجد فضاءات ومعامل ومختبرات لأجراء التربصات المختلفة للطلبة ومشاريع تخرج في ظل تواجد كلية للطب شامخة في هذه الربوع وقد تدخل ناشط فى احدى جمعيات المجتمع المدنى مشيرا ان اهالي قابس دفعوا ضريبة تواجد المركب الكيميائي ولولاه لأمكن للجهة في قطاع السياحة والفلاحة والصيد البحري دون سواهم من القطاعات من توفير أكثر من سبعين ألف موطن شغل وباعتبار موقعها الجغرافي المميز لأصبحت فعلا جنة الدنيا. كل الحاضرين اجمعوا في نهاية الندوة على أحقية قابس ببعث كلية للطب لتكون منارة تشع على ربوع الجنوب تخفف الاكتظاظ وتزايد عدد المرسمين بكليات الطب وتتيح لطلبتها فرصا لا تضاهي. ومن جراء ما لحقها من أضرار بيئية تحتل قابس المرتبة الأولى بعد العاصمة في عدد الاصابات بالأمراض الخبيثة رغم الفارق الواضح في عدد السكان. وقد عبروا عن تمسكهم بإقرار تركيز كلية الطب. مشروع ناضل من اجله الاهالي منذ نهاية العهد البورقيبي وقبلها بخمسة سنوات صدر بالرائد الرسمي قرار يضفي صيغة الجامعي للمستشفى الجهوي بقابس ممضى من طرف وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة العمومية وقد سبق أن عبر العديد من رجال الأعمال والمستثمرين من أبناء الجهة على استعدادهم للمساهمة في تمويل المشروع بعد أن وفرت النيابة الخصوصية لبلدية قابس قطعة أرض تمسح 5 هكتارات على الطريق الحزامية وعلى بعد أميال من مطار مطماطة وعلى مقربة من الطريق السريعة قابس راس الجدير. كل المواطنين بجميع شرائحهم وجمعيات المجتمع المدني وكل من موقعه متمسكون بمطلبهم الشعبي ويرفضون أن تسرق منهم أفكارهم ومشاريعهم وأن يقفز عليهم قافزون وأن يسبقوهم بلا نضال.