شهدت القيروان يوم الأحد تبادلا للعنف بين أهالي منطقة أولاد نصر من معتمدية الشبيكة وأهالي منطقة الجريرات، واستخدمت فيه جميع الأسلحة بما في ذلك بنادق الصيد وفق شهود عيان وذلك بسبب خلافات على قطعة أرض. وخلفت إصابات عديدة في صفوف الأهالي من الجانبين (بلغت 15 إصابة) مما استدعى تدخل قوات الأمن التي تحوّلت على عين المكان بتعزيزات أمنية واستعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق أهالي المنطقتين. المعارك انطلقت منذ صباح يوم الأحد 16 سبتمبر وفق شهود عيان ومصادر رسمية. لكن الجهات الأمنية تدخلت متأخرة.
وتشير المعطيات الأولية عن الأحداث أن العشرات من الأشخاص يشتبه أنهم من منطقة «الجريرات» المجاورة اجتاحوا صباح الأحد ممتلكات سكان منطقة أولاد نصر مستعملين الأسلحة البيضاء والهراوات وعمدوا إلى الاستيلاء على أرض تمسح 400 هكتار تحت تصرف كل أهالي ومتساكني «أولاد نصر» بناء على محضر جلسة حسب تعبير أحد شهود عيان باعتبار أن «الهنشير» بأكمله الذي يمسح ما يقارب عن 800 هكتار هو على ملك الدولة الذي اقتسمته في وقت سابق بالتساوي بين منطقتي «أولاد نصر» و«الجريرات» بالإضافة إلى جزء آخر تم منحه إلى السجن المدني بالهوارب لاستغلاله.
وحسب الشكايات المسجلة ورواية شاهد عيان (كريم النصري) فان سكان منطقة أولاد نصر فقدوا ما يقارب عن 500 رأس من الأغنام واتهموا خصومهم بأنهم أشعلوا النار في 5 محركات لآبار مائية إلى جانب تكسير وتهشيم 5 سيارات كانت مارة من الطريق الرئيسي. وبلغت حصيلة المتضررين أكثر من 15 شخصا من هذه الأحداث. وقد تحوّلت الجهات الأمنية من أجل تفريق المتبادلين للعنف. ثم بدأت في مفاوضة أهالي «الجريرات» من أجل التوصل إلى حل نهائي بخصوص هذا النزاع القائم بين عرشين متجاورين. وقد تحدث شهود عن تأخر حضور الأمن وهو ما نفاه أحد الأعوان.
ولا تزال القضية مفتوحة على عدّة فرضيّات وادعاءات بين الطرفين. كما شهدت الأجواء توترا أمس الاثنين في منطقة الكرمة القريبة من مناطق التوتر. حيث تم قطع ماء «الصنداج» وبداية إتلاف للهنشير، وأكّد شهود عيان أن الأمور قابلة للتطوّر وأبدى سكّان المنطقة تخوّفهم من حصول اعتداءات في غياب كلي للأمن.