يشكو الفلاحون بمنطقة النصر من معتمدية بوحجلة (القيروان) من عديد التجاوزات وعدم امكانية استغلال الأراضي الفلاحية الشاسعة المهملة في ظل غياب موارد الرزق الى جانب منع الفلاحين المجاورين من الانتفاع بمياه الصهريج العمومي.
اما عندما تدخلنا للتحقيق في الموضوع تعرضنا الى العنف وتم افتكاك آلة التصوير من قبل احد اعوان الغابات. مساحات غير مستغلة
أحمد الجليطي أحد أبناء المنطقة عبّر عن استيائه الشديد لما يعيشه أهله (29 عائلة) في هنشير على ذمة إدارة الغابات ويتسع لخمسة آلاف هكتار ولكنه غير مستغل بتاتا، أراضيه لم يدخلها الجرار أصلا منذ عشرات السنين وتكسوه الأعشاب الطفيلية وترتع فيه الخنازير.
المشهد يلوح منذ وصولك منطقة النصر بالتحديد بدوّار «الجلالطة» لوحة مأساوية قاتمة الألوان رسمتها ريشة الحرمان موضوعها ضحايا الانتظار وسوء تصرف المسؤولين. فقد اكد لنا الشاب عبد الرزاق الجليطي انه يريد قطعة ارض للعمل بها وباستطاعته تشغيل غيره من الشباب المعطلين، وبيّن أن لكل فرد من المنطقة حكاية معاناة نتيجة حرمانهم من استغلال الأرض، وقال انّ الوضعية العقارية للأراضي الفلاحية لهذا الهنشير معلقة منذ عقود فقد تمّ حرمانهم من التمتع بالقروض. كما ركز محدثنا على ضرورة إيجاد حلول استعجالية لهذا الملف الذي لا يمكن معالجته بمعزل عن قضايا القطاع الفلاحي، وعلى هذا الأساس نادى بضرورة تمكين ابناء المنطقة من مقاسم فلاحية وإحداث آبار عميقة قصد استغلال الأرض لتوفير المنتوج الفلاحي الذي ارتفعت أسعاره. منع الماء والتصوير
عبد اللطيف الغزي له ارض فلاحية حذو «منبت النصر» تحول يوم الأحد ظنا منه سيسقي أشجاره المثمرة كعادته على أساس ان الصهريج المائي متاح لجميع الفلاحين حسب تأكيده، لكن حارس الصهاريج التابعة لمنبت إدارة الغابات رفض تمكينه من ذلك وبرر هذا الرفض بعبارة «تعليمات». وهو ما اثار شكوك الفلاح الذي دعا الى إصلاح منظومة العمل بهذه المؤسسة مشيرا الى وجود عديد التجاوزات التي يجب ان ينتبه اليها المسؤولون عن قطاع الفلاحة.
وعند توجهنا لإدارة الغابات بمنطقة النصر وبالتحديد الى المنبت الخاص بالهنشير لاحظنا وجود معدّات وتجهيزات ضخمة لكن اغلبها معطّبة، وأعلمنا بعض العمّال أنها معدّة شكليا لخدمة الهنشير وأنها راكدة منذ سنوات. واثناء ذلك حضر المسؤول عن العمّال وبمجرد علمه اننا صحفيون وشاهد آلة التصوير غضب وتهجّم علينا ومنعنا من التصوير ثم عمد الى افتكاك آلة التصوير بالقوة بالرغم أننا أعلمناه أن مهمتنا نقل الحقيقة بكل حياد وأمانة وطلبنا منه ان يجيب عن الاسئلة. وقد احتفظ بآلة التصوير وبعد حوالي النصف الساعة تدخل بعض الفلاحين ومسؤولين بإدارته فسلّم لنا الآلة وطلب منا المغادرة عنوة، كما اتصالنا بمدير إقليم الغابات ببوحجلة فقد أصرّ بدوره على منع التصوير خاصة في يوم الأحد.