نفذ أهالي قرية النخيلة التابعة لعمادة الرحمة من معتمدية منزل بوزلفة وقفة احتجاجية أمام وزارة البيئة أكدوا فيها أن وزارة البيئة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات والسلط المحلية والجهوية تنكروا للإتفاق الذي أمضوه مع أهالي النخيلة والذي يحوي 17 بندا رغم أن السلط هي التي أملت هذه البنود. وقد استأنف العمل بمركز تحويل النفايات المنزلية بالنخيلة من منزل بوزلفة منذ أربعة أشهر بعد أن تعطل العمل به لأكثر من عشرة أشهر بسبب اعتصام أهالي المنطقة الذين احتجوا بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من المصب والناتجة عن مياه الرشح.وتمكنت وزارة البيئة وولاية نابل على إثر مفاوضات طويلة أجرتها مع الشركة المستغلة للمصب وممثلين عن الأهالي إلى التوصل إلى اتفاق يقضي بالفتح التدريجي والعودة إلى العمل لكن شريطة تطبيق جملة من الإجراءات الوقائية مثل تقليص المساحات المستغلة من قبل المركز من ألف وألفي متر إلى 200 و300 متر مربع.كما التزمت الشركة المستغلة للمركز بإفراغ أحد الأحواض المعدة لتجميع مياه لرشح وتغطية البقية .
وقد فشل المعتصمون في التوصل إلي أية تطمينات من مسؤولي الوزارة رغم انقضاء الآجال القانونية المدونة بالاتفاق وإزاء هذه التطورات الشروق زارت المنطقة والتقت عددا من متساكنيها مثل الصادق بورشادة الذي أفادنا أنهم أرادوا من خلال الوقفة الإحتجاجية المطالبة بحقهم في العيش الكريم بصفة سلمية وقال «لقد اضطررنا للتصعيد نظرا لأن السلط لم تقم بدورها ولم تنفذ وعدها بتحسين الأوضاع».
وأضاف أن كل متساكني الجهة تضرروا من الروائح المنبعثة من المصب حيث توفي ثلاثة أشخاص بسبب السرطان بالإضافة إلي ازدياد عدد المصابين بالحساسية وضيق التنفس وأفادنا أن ممثلين عن الأهالي تمكنوا على اثر الوقفة الاحتجاجية من ملاقاة نائبة الوزيرة ثم مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات وأطلعوهما على محضر الإتفاق لكنه تنكر له ورفض إعطاء أية معلومات بخصوص المدة المحددة لإصلاح المركز في تهرب واضح من المسؤولية وأنهى كلامه بأنه يطالب الحكومة الشرعية للبلاد ووزارتي الفلاحة والصحة بالتدخل وشدد على أنهم يحبون أن تكون البلاد نظيفة لكن ليس على حساب صحتهم «فمن غير المعقول أن يتحمل 10 ألاف ساكن وزر ولاية كاملة».علي معتوق بدوره اتفق ما جاره وشريكه في النضال ضد روائح المصب وطالب بحل جذري دون مماطلة خاصة وأن متساكني الجهة ضعاف الحال ومشكل الأهالي مع الشركة المستغلة للمركز ومع السلط يرهقهم نفسيا وماديا.وشدد على أن الأهالي سيعودون للاعتصام إذا لم يتم الالتفات لهم وتواصل تجاهل مطالبهم دون قطع للطريق أو القيام بما ينافي القانون فقد طفح الكيل على حد تعبيره وطالب بإجراء فحوص طبية للتأكد من وجود الأمراض المزمنة في صفوف الأهالي سببها الروائح الكريهة للمصب السيدة سعاد العويني بدت متأثرة جراء مرض ابنها الشاب بضيق التنفس فهي امرأة بسيطة ويؤلمها ان يترك أبنائها دراستهم نظرا لأنها كانت مشتتة بين علاجهم و تدريسهم ابنها صبري بورشادة اكتفي بطلب الهواء النقي حتى تعود حياتهم كما كانت «فأنا أحد ضحايا المصب وأطالب من الدولة أن تعينني وتعالجني»