لأول مرة منذ الاعلان عن تأسيس حزبه «نداء تونس» في 16 جوان الماضي سيتحدث الاستاذ الباجي قائد السبسي رئيس ومؤسس حركة نداء تونس. وقد علمت «الشروق» أن ثلاثة ملفات كبرى ستكون صلب هذه الندوة. غاب الاستاذ الباجي قائد السبسي منذ أسابيع فيما حضر اعضاء الهيئة التأسيسية لحزبه نداء تونس بكثافة في وسائل الاعلام الوطنية والعربية والعالمية وهو ما اثار انزعاج قيادات أحزاب اخرى شعرت بوضوح ان هذه الحركة الجديدة بصدد اكتساح الفضاء الاجتماعي والسياسي في كل مكان من تونس رغم كل ما ينسب لها من تجميعها «لأزلام النظام السابق».
الباجي قائد السبسي قرر الخروج عن الصمت الذي لازمه منذ الاعلان الرسمي عن تأسيس حزبه الذي يصنفه باعتباره «الجيل الرابع للحركة الوطنية» وسيكشف في الندوة الصحفية التي سيعقدها صباح غد الخميس عن كل ما يتعلق بحركته في كل الجوانب التنظيمية والفكرية والسياسية والمالية.
هذه الندوة الصحفية كما علمت الشروق من مساعدي السبسي ستكون بمثابة إشارة انطلاق عمل الحزب وهي رسالة لأنصار الحزب وقواعده في الجهات والى مكونات المشهد السياسي من أحزاب ومنظمات الى جانب الرأي العام الدولي الذي يتابع باهتمام تطورات المشهد التونسي باعتباره محرار ا لتحولات دول الربيع العربي.
مقربون من زعيم حركة نداء تونس اكدوا ل«الشروق» ان «سي الباجي» كما ينادونه سيعلن اولا عن الهيكلة المحلية والجهوية للحزب الذي أنهى تركيز مكاتبه المؤقتة في كل معتمديات البلاد وولاياتها وستفتح كل المكاتب قبل نهاية الشهر في انتظار تركيز هياكل العمادات وذكر مصدرنا ان سي الباجي سيعتمد في سياسة حزبه الاتصال المباشر مع الشعب التونسي في كل مكان أسوة بالزعيم الحبيب بورقيبة الذي يعتبره مؤسسو الحركة الاب الروحي لنداء تونس الذي تستمد منه رؤيتها للواقع التونسي اليوم الذي يواجه تحديات مشابهة لما واجهه الزعيم الذي أعاد اللحمة الوطنية واطلق الحلم التونسي في بناء دولة مستقلة حديثة ضاربة في جذورها العربية الاسلامية متفتحة على العالم.
اما المحور الثاني لندوة الاستاذ الباجي فهو تشخيصه للمشهد السياسي والأمني والاجتماعي في تونس اليوم ليختم ندوته بموقف الحركة من موعد 23 أكتوبر وتصورها للمستقبل والتحالفات الممكنة وخاصة الجبهة الانتخابية التي تعمل الحركة على بنائها مع أحزاب وجمعيات ومنظمات من بينها حزبا «الجمهوري» و«المسار» وذكرت مصادرنا ان الاستاذ الباجي سيعلن أيضاً عن التركيبة الجديدة الموسعة للهيئة العليا لقيادة الحزب في انتظار عقد المؤتمر الاول الذي سيكون بعد الانتخابات والذي سيعلن فيه الاستاذ الباجي قائد السبسي انسحابه من قيادة الحزب ليترك المشعل لإطارات الحزب الذين سيتولون قيادة الحركة بعده إذ يعتبر الاستاذ الباجي قائد السبسي ان تأسيسه لحركة نداء تونس يأتي في اطار ايجاد ضمانات للتجربة الديمقراطية وليس لطموحات شخصية.
بهذه الندوة الصحفية التي سيعقدها غداً الخميس يكون الاستاذ الباجي قائد السبسي قد وضع النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بحركة نداء تونس التي أثارت من الجدل مالم يثره اي حزب سياسي آخر.