يصر عدد من اولياء «الحراقة» على كشف المستور في الرحلة الاخيرة وكشف بعض غموضها بعد تضارب الروايات وتناقض تفاصيلها مع ابسط القواعد المنطقية... عبد الحميد بن نصر والد احد المفقودين يشكك في رواية الغرق المتداولة. يعود والد عبد السلام بن نصر ابن 17 ربيعا الى ليلة ركوب ابنه صحبة عدد من اصدقائه وتوجههم الى «لمبدوزا» لتأتيه مكالمة هاتفية حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلا يعلمه فيها صاحبها بوصولهم الى الشواطئ الايطالية فخرج من بيته على عجل وتوجه الى شاطئ سيدي منصور للتثبت مما بلغه. وحسب رواية عبد الحميد فقد اكدت ابنته سماعها لصوت شقيقها يخبرها بوصوله ولكنها فوجئت في اليوم الموالي بخبر تكسر المركب وغرق عدد من «الحارقين» ونجاة عدد قليل منهم وهوما اثار نقاط استفهام عديدة لدى اهالي المفقودين فكيف وصل الناجون الى الصخرة القريبة من «لمبدوزا» في حين اختفى المركب بمن عليه؟ وكيف لامراة حبلى في شهرها التاسع ان تسبح مسافة طويلة وتنجوبنفسها في حين يعجز غيرها من الشباب واغلبهم ممن تعودوا ركوب البحر واتقنوا السباحة؟ وماذا تخفي تصريحات الناجين المتضاربة من اسرار؟ وكيف لمركب ان يغرق دون ان يترك وراءه اثرا من لوح مكسور اوبقعة زيت او محروقات؟ هذه الاسئلة وغيرها كثير جعلت عبد الحميد وباقي أهالي المفقودين يطلبون كشف سر رحلة الموت ومعرفة مصير ابنائهم احياء كانوا أو أمواتا.